138

Suhuf Mukhtara

صحف مختارة من الشعر التمثيلي عند اليونان

Genres

ومن ذا الذي ألهمك هذا الحديث الباطل؟

مينيلاووس :

ألهمتني إياه إرادتي وإرادة زعيم الجيش.

توكروس :

أليس يمكنني أن أعرف لهذا مصدرا.

مينيلاووس :

لقد كنا نخدع أنفسنا بأنا قد اصطحبنا إلى هذا المكان صديقا يدافع عن اليونان ويحمي حوزتهم، فلم نجد فيه إلا عدوا أشد علينا خطرا من أهل تروادة، عدوا قد أقسم ليهلكن الجيش كله ودب إليه يوقع به في ظلمة الليل وينحره تهدئة لغضبه، ولولا أن أحد الآلهة قد أخمد سخطه للقينا هذا الحتف الذي لقيه الآن؛ إذن لهلكنا جميعا ولتمتع هو بالحياة. ولكن إلها قد حول عنا ضرباته وأصاب بها القطعان والرعاة. فليس هنا من رجل مهما بلغت قوته يستطيع أن يمنحه القبر بعد هذه الجريمة المنكرة، ليظلن جسمه طريحا بالساحل نهبا لطير هذه البحار. فكفكف إذن من هذا الكبر، تظهره وتباهي به، فلئن عجزنا عن أن نخضعه حيا فنحن الآن قادرون على أن نحتكم فيه ميتا. ولتكرهنك أيدينا على أن تنزل لنا عنه. ما أذكر أنه أذعن في حياته لأمر وجهته إليه، وكذلك خلق الأشرار، يأبون الطاعة لمن له عليهم السلطان وعلو المكانة. وكيف تضمن سلطة القوانين وسيطرتها إذا لم يحملها الخوف؟ وكيف تحسن قيادة الجيش إذا لم يكن زعيمه موضع المهابة والإجلال؟ كل امرئ مهما نبه شأنه وعزت مكانته يجب أن يعرف أن أقل هفوة يهفوها ربما أهلكته. تعلم أن لا أمن لمن قادته الرهبة والإجلال. تعلم أن دولة يستطيع كل امرئ فيها أن يعلن كبرياءه وصلفه من غير أن يخشى عقوبة، هاوية من رفعتها لا محالة. فلتحتفظ إذن بشيء من الخوف ليس منه بد لسلامتنا وعافية الدولة. ولا يمن أحد نفسه بأن يذل ويسعد ظالما من غير أن يلقى جزاء هذا الظلم من ألم وعذاب؛ فإن الجريمة والعقوبة متوازنتان دائما، كلتاهما تعدل الأخرى. لقد كان أياس عنيفا تياها، فقد آن لي الآن أن أتكبر، وإني لأحظر عليك أن تتخذ له قبرا مخافة أن تهوي أنت إلى قبرك.

الجوقة :

أي مينيلاووس! إنك لتضع قواعد ملؤها الحكمة، فلا تكن فاجرا ولا تجحد حقوق الموتى.

توكروس :

Unknown page