إننا نجيب على هذا بأننا سوف نعمل على نشر السلم، وتحرير كافة المستعمرات والأمم المغلوبة على أمرها، والشعوب المضطهدة.
وقد حدث فعلا أن أعلنت الثورة الاشتراكية في عام 1917 مبدأ «السلام للشعوب».
وكان أول مرسوم للسلطة السوفييتية هو مرسوم السلام، فبعد أن أعلن مؤتمر السوفييتات الثاني لكل روسيا، الذي عقد في بتروجراد في 25-26 أكتوبر سنة 1917 أن كافة السلطات قد انتقلت إلى السوفييتات، ناقش مرسوم السلام ووافق عليه بالإجماع، وتحدث لينين في المؤتمر عن السلام.
وفي كلمات قليلة واضحة شرح الأهمية البالغة لهذا القرار، ثم قرأ نص المرسوم المقترح.
وسجلت هذه الوثيقة التاريخية لأول دول اشتراكية، دولة العمال والفلاحين، أساس سياستها الخارجية السلمية، وقام المرسوم على أساس مبدأ الاعتراف بالحقوق المتساوية لكافة الأمم، وحق كل منها في تقرير مصيرها وتنظيم كيانها بالطريقة التي تختارها، وألغى الدبلوماسية السرية والمعاهدات السرية التي وقعتها الحكومات القيصرية والحكومة المؤقتة.
وقد صيغ مرسوم السلام في شكل بيان إلى حكومات وشعوب البلاد المتحاربة، ودعا الشعوب المتحاربة وحكوماتها إلى عقد هدنة وإجراء مفاوضات عاجلة من أجل سلام عادل ونظام ديموقراطي.
ولم تكن الحكومة السوفييتية تعتبر مقترحاتها السلمية مقترحات نهائية، بل كانت على استعداد لمناقشة أية شروط أخرى ما دامت واضحة تماما وخالية من الاتفاقيات السرية.
وأيد مندوبو السوفييتات الإقليمية ووحدات الجيش والبحرية الذين حضروا المؤتمر مرسوم السلام الذي اقترحه لينين تأييدا إجماعيا.
وقال فيليكس درشنسكي: إن الاشتراكيين الديموقراطيين في بولندا ولتوانيا يؤيدون مرسوم السلام بحماس، وفي اليوم التالي لإصدار المرسوم نشرته الصحف وأعلنته الإذاعة.
وفي نفس الوقت أصدر «الوفد المبعوث إلى الخارج» والتابع للجنة المركزية لحزب العمال الاشتراكي الديموقراطي الروسي «البولشفيك»، والهيئة الاشتراكية الدولية، وهما الهيئتان اللتان كانتا في استكوهولم، أصدرا بيانا إلى البروليتاريا في كافة البلاد يدعوانها إلى تأييد الخطوات التي اتخذتها الحكومة السوفييتية. وقال البيان:
Unknown page