كما ذكر في مكان آخر: «إن أهم القوى المدخرة للثورة العالمية هي الدكتاتورية الشعبية في روسيا والحركات الثورية الأخرى في الدول الخارجية ...»
وكان من رأى ستالين أيضا أن أحسن الأوقات المناسبة لإشعال نيران الثورة العالمية هي فترات الحروب والأزمات الاقتصادية والنكبات الوطنية! •••
أما لينين فقد كان من رأيه هو الآخر أن لا مناص من أن تقوم الحرب في النهاية بين حركات التحرير الأوروبية ضد قوى الاستعمار ... ودعا إلى استعمال كافة الوسائل وجميع أنواع الأسلحة في مثل هذه الحروب حتى تنتهي في النهاية بهزيمة الاستعمار. •••
ولذلك فإن المشكلة اليوم في هذه الفترة الحاسمة من الحياة التي نعيشها هي: هل يمكن أن تعيش الشيوعية في سلام إلى جانب الأنظمة السياسية الأخرى التي تسير عليها دول العالم؟
هل يمكن أن يصبح «التعايش السلمي» حقيقة واقعة، أم أن الحرب لا بد واقعة في يوم من الأيام بين الشيوعية وبين غيرها؟ وأنه كما قال لينين: «إما أن نقضي على الرأسماليين ونوجه إليهم الضربة القاصمة، وإما أن يقضوا هم علينا ...»
ويلاحظ أنه عندما قامت ثورة أكتوبر 1917 كانت الحرب دائرة بين مجموعتين من الدول الاستعمارية؛ فالمجموعة الأولى كانت تتكون من الإنجليز والفرنسيين والروس، والمجموعة الأخرى تتكون من ألمانيا، وكان النزاع يدور حول إعادة تقسيم العالم ...
وقامت في كافة البلاد حركة قوية تطالب بوقف الحرب ... ولم يؤد القضاء على النظام القيصري في فبراير 1917 إلى تغيير الصورة الأصلية للحرب، حتى إن الحكومة الروسية المؤقتة تقدمت للشعب بشعار يصر على مواصلة الحرب «حتى النصر»، وأخذت الأحزاب الثورية التابعة للمنشفيك والاشتراكيين تؤيد هذه السياسة.
إلا أن حزب البلشفيك وحده هو الذي عارض الحرب ووقف ضدها منذ البداية، ونادى بضرورة وقفها، حتى إن لينين في عام 1915 كتب يقول:
ماذا تفعل البروليتاريا لو أن الثورة جاءت بها إلى الحكم في أثناء الحرب الحالية؟
1
Unknown page