Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
« يا محمد ! إني علمت أن الذي أصاب قوائم فرسي إنما هو من قبلك ، فادع الله أن يطلق لي فرسي ، فلعمري إن لم يصبكم مني خير لم يصبكم مني شر ، فدعا رسول الله (ص) وأطلق الله عز وجل فرسه ، فعاد في طلب رسول الله (ص) حتى فعل ذلك ثلاث مرات ، وفي كل مرة كان رسول الله (ص) يدعو ربه فتأخذ الارض قوائم الفرس ، فلما أطلقه في الثالثة قال : يا محمد ! هذه إبلي بين يديك فيها غلامي ، فإن احتجت إلى ظهر أو لبن فخذ منه وهذا سهم من كنانتي علامة ، وأنا أرجع فأرد عنك الطلب ، فقال : (لا حاجة لنا فيما عندك) » (1).
عاد سراقة بعد أن رأى المعجزة وسمع وعد رسول الله (ص) الذي أذهله وزرع الحيرة في نفسه .
(68)
فقد قال له رسول الله (ص) :
« كيف بك يا سراقة إذا سورت بسواري كسرى » (2).
كان رسول الله (ص) المهاجر الوحيد المشرد ، يمتد أمله وبصره إلى تحطيم أصنام الجاهلية في أقوى إمبراطورية في عصره؛ إمبراطورية كسرى بن هرمز ، إمبراطور الفرس ووعده بالفتح والاستيلاء على ملك كسرى .
لقد كان رسول الله (ص) ينطق عن لسان الوحي ، ويتطلع إلى المستقبل الرحب لامة التوحيد ، ويزرع في نفوس أصحابه الامل الكبير بالنصر ، رغم الضعف والاستضعاف .
وصدق رسول الله (ص) ، فقد فتح المسلمون أرض فارس وانتصروا عليها ، واستولوا على تاج كسرى وحليه ومقتنياته وممتلكات تاجه ، وجلجل في آفاق فارس نداء الاسلام وخمدت نيران المجوس ، فكانت فيما بعد قلعة من قلاع التوحيد، وحصنا من حصون الاسلام .
Page 91