Sirat Rasul Allah
سيرة رسول الله
Genres
بقي رسول الله (ص) وأبو بكر ثلاثة أيام في ذلك الغار، وأسماء بنت أبي بكر تنقل إليهما الطعام ، وعبد الله بن أبي بكر يوافيهما ليلا بأخبار مكة وآراء قريش في رسول الله (ص) ، ثم يأتي عامر بن فهيرة مولى أبي بكر بالغنم ، ويمر على الطريق المؤدية إلى الغار ليزيل أثر الاقدام التي يتركها عبد الله وأسماء عند المجيء ، لئلا تكتشف قريش التردد على الغار ، فتجد أثرا يوصلها لتحديد مكان الرسول (ص) .
إنقضت الايام الثلاثة فخرج رسول الله (ص) وصاحبه من الغار ، وراح يواصل درب الهجرة ، ويستحث الخطى، وقد استأجرا دليلا وبعيرين لهما فساروا ركبانا ، وقد ابتعدوا عن الطريق الذي اعتاد الناس أن يسلكوه ، وسلكوا طريقا آخر على ساحل البحر .
وضعت قريش جائزة مغرية لمن يأتيها بمحمد (ص) ، واستهوى العرض المغري رجلا من المغامرين المعروفين بمكة يدعى (سراقة)، فأعد سلاحه ، وهيأ لامة حربه وركب فرسه وسار يقطع البيداء ويبحث بين تلاع الصحراء وهضابها عن محمد (ص)، وهو يحلم أن يكون من أثرياء مكة ، بعد أن يعيد محمدا إلى قريش ويتسلم الجائزة مائة ناقة ، سار سراقة باحثا عن الركب المهاجر وشاء الله أن يلتقي سراقة برسول الله (ص) ، ويكتشف مساره ، ليرى المعجزة الخالدة ، معجزة النبوة التي حولت تفكيره ووجهته وألقت في مسامعه كلمة الصادق الامين خالدة في وعاء التأريخ .
أظهر الله سبحانه المعجزة، وغارت أرجل الفرس في باطن الارض، وألقت سراقة ثلاث مرات قبل أن تغور أرجلها ، فاستصرخ سراقة رسول الله (ص) واستغاثه طالبا العفو :
Page 90