Sirat Mustaqim
الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم - الجزء1
Genres
فلم يزالوا به حتى عدلوه عنه وآمن به لبيد وترك الشعر تعظيما للقرآن وقيل له ما فعلت بقصيدتك
عفت الديار محلها ومقامها
فقال لهم أبدلني الله بها البقرة وآل عمران يجوز كون ترك المعارضة للجهل بطريقتها لا للعجز عنها قلنا بل طريقها كان معروفا عندهم مسلوكا لهم وهم دهاة العرب وذكاتها وقد عارض إمرؤ القيس عقله للعجز عنها إن قيل أخطئوا طريقها كما أخطئوه في عبادة الأصنام قلنا طريق عبادتها الدلالة التي لم يجز الخطأ فيها وطريق المعارضة الضرورة فيمتنع الخطأ فيها.
قيل وفي القرآن أقاصيص ولم يكونوا من أهلها قلنا وفيه غيرها فلم لم يأتوا بمثلها وقد كان عندهم الكتابيون وكانوا أهل قصص فلم لا تعلموها وقد طلبوا أخبار رستم وإسفنديار وحاولوا أن يعارضوا بها.
إن قيل منعهم الحياء والورع قلنا كيف ذلك وقد أظهروا عداوته وشتمه وقذفه وهجوه.
إن قيل فلعلهم لم يتفكروا فيعلموا أن المعارضة أنجع وأنفع قلنا لا فإن ذلك مركوز في بداهة العقول.
يجوز ترك المعارضة مع الداعي إليها لأنه غير ملجأ قلنا لا بد من وقوعها قطعا لتوفر الدواعي إلى فعلها لما فيها من تخفيف التكليف بل عدمه بالكلية حتى قيل إنهم تيقنوه فلما استثقلوا التكليف جحدوه.
يجوز وقوع المعارضة ولم تنقل قلنا فالنبي لم يمنع أحدا منها مع توفر الدواعي إليها.
القارئ آت بالمثل فهو معارض قلنا لا فإن من أنشد قصيدة لغيره لا يسمى معارضا له ومن ثم جعل أبو الهذيل الحكاية نفس المحكي لئلا يكون معارضا ونبطله أن المحكي معدوم فلا يعاد.
Page 48