Sirat Ibn Hisham, Ed. Taha Abdul Raouf Saad

Ibn Hisam d. 213 AH
113

Sirat Ibn Hisham, Ed. Taha Abdul Raouf Saad

سيرة ابن هشام ت طه عبد الرؤوف سعد

Investigator

طه عبد الرءوف سعد

Publisher

شركة الطباعة الفنية المتحدة

Genres

قال ابن إسحاق: حدثني عبد الملك بن رَاشِدٍ عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ حَبَّاب صَاحِبَ الْمَقْصُورَةِ يُحدِّث، أَنَّهُ سَمِعَ رَجُلًا يُحدِّث عمرَ بْنَ الْخَطَّابِ -وَهُوَ خَلِيفَةٌ- حَدِيثَ قُصَيِّ بْنِ كِلَابٍ، وَمَا جَمَع مِنْ أَمْرِ قَوْمِهِ وَإِخْرَاجِهِ خُزَاعَةَ وَبَنِيَّ بَكْرٍ مِنْ مَكَّةَ، وَوِلَايَتِهِ الْبَيْتَ وَأَمْرَ مَكَّةَ، فَلَمْ يَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ ولم يُنكره. شعر رزاح بن ربيعة في هذه القصة: قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: فَلَمَّا فَرَغَ قُصيّ مِنْ حَرْبِهِ، انْصَرَفَ أَخُوهُ رِزَاح بْنُ رَبِيعَةَ إلَى بِلَادِهِ بِمَنْ مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ، وَقَالَ رِزاح فِي إجَابَتِهِ قُصيًّا: لمَّا أَتَى مِنْ قُصَيٍّ رَسُولُ ... فَقَالَ الرسولُ: أَجِيبُوا الخليلَا نَهَضْنَا إلَيْهِ نقودُ الجيادَ ... وَنَطْرَحُ عنَّا المَلولَ الثقيلاَ نَسِيرُ بِهَا الليلَ حَتَّى الصَّبَاحِ ... وَنَكْمِي النهارَ؛ لِئَلَّا تزولا١ فَهُنَّ سراعٌ كَورْد القَطا ... يُجِبْن بِنَا مِنْ قُصيّ رسولَا جَمَعْنَا مِنْ السرِّ مِنْ أشمذَيْن ... وَمِنْ كلِّ حَيٍّ جَمَعْنَا قبيلَا٢ فَيَا لكِ حُلْبة مَا لَيْلَةٌ ... تَزِيدُ عَلَى الْأَلْفِ سَيْبًا رَسيلَا٣ فلما مررنَ على عَسْجَر ... وأسْهلن مِنْ مُستناخ سبيلَا٤ وجاوزْنَ بِالرُّكْنِ مِنْ وَرِقان ... وَجَاوَزْنَ بالعَرْج حَيًّا حُلولَا٥ مررْن عَلَى الحَيْل مَا ذُقْنَهُ ... وعالجنَ مِنْ مَرِّ لَيْلًا طويلَا٦

١ نكمي النهار، أي: نكمن ونستتر، والكَمِيُّ من الفرسان، الذي تَكَمى بالحديد. وقيل: الذي يكمِي شجاعته، أي: يسترها، حتى يظهرها عند الوغى. ٢ الأشمذان: جبلان، ويقال اسم قبيلتين. ٣ الحُلبة: الجماعة من الخيل. والسيب: المشي السريع. والرسيل: الذي فيه تمهل: أي تمشي سراعًا ولكن في رفق كما تزحف الحية. ٤ عسجر: اسم موضع. ٥ العرج: واد ناحية الطائف. وفيه جبل من أعظم الجبال: وذكروا أن فيه أوشالًا وعيونًا عذابًا، وكان سكانه: بنو أوس بن مزينة. ٦ الحَيْل: هو الماء المستنقع فى بطن واد، ووجدت في غير أصل الكتاب روايتين، إحداهما: مررن على الحِلِّ والأخرى: مررن على الحِلى، فأما الحل: فجمع حلة، وهي بقلة شاكة. ذكره ابن دريد في الجمهرة. وأما الحلى، فيقال: إنه ثمر الْقُلقُلان وهو نبت.

1 / 117