Sirat abn Ishaq

abn Ishaq d. 151 AH
196

Sirat abn Ishaq

سيرة ابن اسحاق

Investigator

سهيل زكار

Publisher

دار الفكر

Edition Number

الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م

Publisher Location

بيروت

نا يونس عن بسام مولى علي بن أبي الطفيل قال: قام علي بن أبي طالب على المنبر فقال: سلوني قبل ألا تسألوني ولن تسألوا بعدي مثلي؛ فقام ابن الكواء «١» فقال: يا أمير المؤمنين ما ذو القرنين، أنبي أو ملك؟ فقال: ليس بملك ولا نبي ولكن كان عبدًا صالحًا أحب الله فأحبه وناصح الله بنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات ثم بعثه، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات وفيكم مثله. نا يونس عن عمرو بن ثابت عن سماك بن حرب عن رجل من بني أسد قال: سأل رجل عليًا: أرأيت ذا القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب؟ فقال: سخر له السحاب ومد له في الأسباب وبسط له النور فكان الليل والنهار عليه سواء. نا أحمد: نا يونس عن ابن إسحق قال: فلما جاءهم رسول الله ﷺ بما عرفوا من الحق وعرفوا صدقه فيما حدث وموقع نبوته فيما جاءهم به من علم الغيوب حين سألوه عما سألوه عنه، فحال الحسد منهم له بينهم وبين أتباعه وتصديقه، فعتوا على الله وتركوا أمره عيانًا، ولجوا فيما هم عليه من الكفر فقال قائلهم: (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) «٢»، أي اجعلوه لعبًا وباطلًا، واتخذوه هزوًا، أي لعلكم تغلبون، تغلبوه بذلك، فإنكم إن وافقتموه وناصفتموه غلبكم، فلما قال ذلك بعضهم لبعض جعلوا إذا جهر رسول الله ﷺ بالقرآن وهو يصلي يتفرقون عنه ويأبون أن يسمعوا له، وكان الرجل منهم إذا أراد أن يسمع من رسول الله ﷺ بعض ما يتلو من القرآن وهو يصلي استتر واستمع دونهم، فرقًا منهم، فإن رأى أنهم عرفوا أنه يستمع ذهب خشية أذاهم ولم يستمع، وإن خفض رسول الله ﷺ صوته فظن الذين يستمعون أنهم [٩٦]

(١) هو عبد الله بن عمرو بن النعمان اليشكري، وعرف بابن الكواء، وكان خارجيا وكان كثير المسائلة لعلي بن أبي طالب ﵁، وكان يسأله تعنتا. انظر الاشتقاق: ٣٤٠. جمهرة أنساب العرب لابن حزم: ٣٠٨. (٢) سورة فصلت: ٣٦.

1 / 205