Sirat abn Ishaq
سيرة ابن اسحاق
Investigator
سهيل زكار
Publisher
دار الفكر
Edition Number
الأولى ١٣٩٨هـ /١٩٧٨م
Publisher Location
بيروت
فيهم: عتبة بن ربيعة، وشيبة، وأبو سفيان، وأبو البختري، والأسود بن المطلب، والوليد بن المغيرة، وأبو جهل، والعاصي بن وائل، ومنبه ونبيه ابنا الحجاج، أو من مشى فيهم، فقالوا: يا أبا طالب إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفه أحلامنا، وضلل آباءنا، فإما أن تكفه عنا، وإما أن تخلى بيننا وبينه فنكفيكه وإنك على مثل ما نحن عليه من [٥٦] خلافه، فقال أبو طالب قولًا رفيقًا، ورد ردًا جميلًا، فانصرفوا عنه، ومضى رسول الله ﷺ على ما هو عليه يظهر دين الله، ويدعو إليه، ثم إن قريشا تآمروا بينهم على من في القبائل منهم من أصحاب رسول الله ﷺ الذين أسلموا، فوثبت كل قبيلة على من فيها من المسلمين يعذبونهم ويفتنونهم عن دينهم، ومنع الله منهم رسوله بعمه أبي طالب، وقد قال أبو طالب، حين رأى قريشًا تصنع ما تصنع في بني هاشم وبني المطلب، دعاهم إلى ما هو عليه من منع رسول الله ﷺ والقيام دونه، فاجتمعوا إليه وقاموا معه وأجابوا إلى ما دعاهم إليه من دفع عن رسول الله ﷺ إلا ما كان من أبي لهب، وهو يحرض بني هاشم، وإنما كانت بنو المطلب تدعى لهاشم إذا دعوا بالحلف الذي كان بين بني هاشم وبين بني المطلب دون بني عبد مناف، فقال:
حتى متى نحن على فتنة ... يا هاشم والقوم في محفل
يدعون بالخيل على رقبة «١» ... منا لدى الخوف وفي معزل
كالرحبة السوداء يعلو بها ... سرعانها في سبسب مجفل
عليهم النزك على رعله ... مثل القطا الشارب المهمل
يا قوم ذودوا عن جماهيركم ... بكل مفضال على مسبل
وقد شهدت الحرب في فتية ... عند الوغا في عثير القسطل
فلما اجتمعت بنو هاشم وبنو المطلب معه ورأى أن قد امتنع بهم وأن
(١) في ع: رقفة.
1 / 148