224

Sira

السيرة النبوية وأخبار الخلفاء

Publisher

الكتب الثقافية

Edition Number

الثالثة

Publication Year

١٤١٧ هـ

Publisher Location

بيروت

ثم قال ﷺ: «إن الله جعل أرواحهم في أجواف طير خضر، ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوى إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلما وجدوا طيب مشربهم ومأكلهم وسقياهم قالوا: يا ليت إخواننا يعلمون ما صنع ربنا بنا» ! فأنزل الله وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ «١» الآية. وكان ابن عمير «٢» لم يترك إلا بردة واحدة، فكانوا إذا غطوا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطوا رجليه بدا «٣» رأسه، فقال رسول الله ﷺ: «غطوا رأسه واجعلوا على رجليه شيئا «٤» من الإذخر» . ثم قدم رسول الله ﷺ المدينة بمن معه من المسلمين، فمر بدار من دور «٥» الأنصار فسمع البكاء على قتلاهم «٦»، فقال: «لكن حمزة لا بواكي له! فلما سمع «٧» سعد بن معاذ وأسيد بن حضير أمرا «٨» نساء بني عبد الأشهل أن يذهبن فيبكين على عم رسول الله ﷺ، فلما سمع رسول الله ﷺ بكاءهن قال: «اجعل» «٩» . ثم ناول علي بن أبي طالب سيفه فاطمة «١٠» وقال: اغسلي عن هذا دمه،

(١) سورة ٣ آية ١٦٩. (٢) في الأصل «عمر» . والتصحيح من الإصابة ٦/ ١٠١ من ترجمته وهو مصعب بن عمير، وقد ذكرت هذه الرواية فيه- فراجعه. (٣) في ف: رجلاه بدت. (٤) في ف: شيء. (٥) من الطبري ٣/ ٢٧، وفي ف «ديور» كذا. (٦) زيد في الطبري «فذرفت عينا رسول الله ﷺ فبكى» . (٧) كذا، وفي الطبري «فلما رجع سعد بن معاذ وأسيد بن حضير إلى دار بني عبد الأشهل أمرا نساءهم أن يتحزمن ثم يذهبن فيبكين على عم رسول الله ﷺ» . (٨) من الطبري، وفي ف «أمر» . (٩) كذا في ف، ولعله: أجل؛ وفي المغازي ١/ ٣١٧: «قال رسول الله ﷺ: «رضي الله عنكن ...»، ونهاهن الغد عن النوح أشد النهي» . (١٠) كذا، وفي الطبري «فلما انتهى رسول الله ﷺ إلى أهله ناول سيفه ابنته فاطمة فقال: «اغسلي عن هذا دمه يا بنية» ! وناولها علي ﵇ سيفه» .

1 / 229