Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah

Mahmoud Mazroua d. Unknown
72

Shubuhat al-Qur'aniyyin Hawla al-Sunnah al-Nabawiyyah

شبهات القرآنيين حول السنة النبوية

Publisher

مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة

Genres

٣- وأما دعواهم بأن كبار الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يكرهون رواية الحديث، وكان عمر ﵁ (١) يتهدد رواة السنة، وأنه نفذ وعيده فحبس ثلاثة من الصحابة بسبب إكثارهم من رواية السنة، فهذا كذب يضاف إلى ما سبق من دعاواهم الكاذبة، وفيه جانب من التدليس الذي لا يخلو عنه كلامهم. أما أن الصحابة - رضوان الله عليهم - كانوا يكرهون رواية الحديث، فهذا باطل، والحق أنهم كانوا يخشون روايتها ويهابون من ذلك، لعظم المسؤولية، ووعيد رسول الله ﷺ على من يكذب عليه. في قوله ﵇ "من كذب علي متعمدًا فليتبوأ مقعده من النار" (٢) . ولقد كان الصحابة - رضوان الله عليهم - بين أمرين هم حريصون على كل منهما، أولهما: تبليغ دين الله إلى من يليهم من الأمة، ثانيهما: التثبت والتحري الشديد لكل ما يبلغونه عن رسول الله ﷺ لذلك كان الواحد منهم يمتقع وجهه، وتأخذه الرهبة وهو يروي عن رسول الله ﷺ فالصواب - إذن - أن الصحابة كانوا يهابون رواية الحديث بسبب شدة خوفهم من الكذب على رسول الله ﷺ أو الخطأ فيما يروون. وليس كما يزعم

(١) ذكر بعض "البرويزين" أثناء حديث له معنا: "أن الخليفة عمر ﵁ هو زعيم "القرآنيين"، وأن جميع الصحابة كانوا كذلك إلا من كانوا يتكسبون برواية الأحاديث، ويسعون لتكوين مركز لهم متميز بين الأمة عن طريق الإكثار من رواية الأحاديث " قال - فض الله فاه -: "وهؤلاء هم سبب فساد الدين وضلال الأمة". (٢) رواه البخاري، كتاب العلم، باب إثم من كذب على النبي ﷺ حديث رقم ١٠٦.

1 / 72