لم يكن جنسا ألبتة، هو أن المدلول عليه بلفظ الموجود ليس يقتضي جنسيته، والسلب الذي يلحق به لا يزيده على الوجود إلا نسبة مباينة: وهذا المعنى ليس فيه إثبات شيء محصل بعد الوجود، ولا هو معنى لشيء بذاته، بل هو بالنسبة فقط، فالموجود لا في موضوع إنما المعنى الإثباتي فيه الذي يجوز أن يكون لذات ما، هو الموجود؛ وبعده شيء سلبي ومضاف خارج عن الهوية التي تكون للشيء. فهذا المعنى إن أخذ على هذا الوجه لم يكن جنسا"، وأنت قد علمت هذا في المنطق علما" متقنا". وقد علمت في المنطق أيضا" أنا إذا قلنا: كل " أ " مثلا، عنينا كل شيء موصوف بأنه " أ " ولو كانت له حقيقة غير الألفية، فقولنا في حد الجوهر: إنه الموجود لا في موضوع، معناه أنه الشيء الذي يقال عليه موجود لا في موضوع، على أن الموجود لا في موضوع محمول عليه، وله في نفسه ماهية مثل الإنسان والحجر، والشجر، فهكذا يجب أن يتصور الجوهر حتى يكون جنسا". والدليل على أن بين الأمرين فرقا" وإن الجنس أحدهما دون الآخر، أنك تقول لشخص إنسان ما مجهول الوجود: إنه لا محالة هو ما وجوده أن لا يكون في موضوع، ولا تقول: إنه لا محالة موجود الآن لا في موضوع، وكأنا قد بالغنا في تعريف هذا حيث تكلمنا في المنطق.
الفصل الخامس (ه)
Page 182