سيفا سله الله على الكافرين.
ثم أرسل أبو بكر إلى خالد يستدعيه، فأقبل خالد إلى المدينة، ودخل المسجد، وجماعة من أصحاب النبي - فيهم عمر - جالسون.
وكان في منظر خالد شيء من العجب، كان عليه قباء
13
يظهر فيه صدأ الحديد وقد غرس في عمامته أسهما، فلما رآه عمر قام إليه فانتزع هذه الأسهم من عمامته وحطمها، وقال: قتلت رجلا مسلما، ثم نزوت على امرأته! وكان خالد قد تزوج امرأة مالك إثر قتله.
قال الرواة: وكانت العرب تكثر مثل هذا الزواج في الحرب، والمحقق أن خالدا تزوج أم تميم بعد قتل زوجها، وما أحسبه تزوجها قبل انقضاء عدتها، إلا أن يكون اعتبرها من السبي فاستبرأها كما تستبرأ الإماء، ثم أعتقها وتزوجها.
ودخل خالد على أبي بكر فقص عليه خبره، فعذره أبو بكر في قتل مالك، وعنفه في تزوج امرأته، ورده إلى جيشه.
ويقول الرواة: إن خالدا خرج من عند أبي بكر راضيا، فلما رأى عمر في المسجد تحداه، فلم يكلمه عمر.
وهذه القصة تبين لنا في وضوح ما أشرت إليه من عنف خالد وإسرافه في القتل، وتظهر عن خلق آخر، وهو حبه للتزوج، وسنرى مظهرا آخر من مظاهر هذا الحب، وتظهر لنا خلقا ثالثا لم يكن مقصورا على خالد، وإنما كان خلقا معروفا في عشيرته من بني مخزوم، وهو العجب والخيلاء.
ولكن هذا كله لا ينتقص من كفاية خالد في الحرب ولا من بلائه في رد العرب إلى الإسلام.
Unknown page