ثم سئل أن يستخلف، فقال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني. يريد أن النبي
صلى الله عليه وسلم
لم يستخلف أحدا، وأن أبا بكر - رحمه الله - قد استخلفه هو.
ثم جعل أمر الخلافة شورى بين هؤلاء الستة: علي، وعثمان، وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، والزبير بن العوام، وطلحة بن عبيد الله. وأمر من يدعوهم إليه، فلما جاءوا أمرهم أن يجتمعوا ويختاروا من بينهم رجلا، وأمر أن يحضرهم ابنه عبد الله، وابن عمه سعيد بن زيد بن عمرو على ألا يكون لهما في الأمر شيء.
ثم قال لعلي: يا علي، قد يعرف الناس لك صهرك وقرابتك من رسول الله
صلى الله عليه وسلم ، وما أتاك الله من العلم والفقه، فإن وليت من أمر الناس شيئا فاتق الله.
وقال لعثمان: قد عرف القوم لك سنك وصهرك من رسول الله
صلى الله عليه وسلم
وشرفك، فإن وليت من أمر الناس شيئا فاتق الله، ولا تحملن بني أبي معيط على رقاب الناس.
ثم قال لهم: قوموا عني. فلما قاموا قال: لئن ولوها الأجلح ليحملنهم على الطريق. يريد عليا، فقال له عبد الله ابنه: فما يمنعك يا أمير المؤمنين؟ فقال: أكره أن أحملها حيا وميتا.
Unknown page