ربما قابلتم وأنتم في طريقكم من الأبرشية إلى هذا المكان طفلا يبسم لكم، أو اجتذبت أنظاركم زهرة، أو رائحة العشب الجديد على جانب الطريق، هل بعثت فيكم هذه الأشياء إحساسا غير السرور؟ وربما ضل أحدكم طريقه وهداه إليه رجل غريب، فهل رأيتم في عمله هذا شيئا غير الشفقة؟
دعوني أقول لكم هذا، ليست هناك براءة إطلاقا؛ ارتابوا في الخير الذي يصدر عن الناس، والفظوا الشفقة.
لأن كل متعة ظاهرة إقرار للذات، وإقرار الذات عند الإنسان هو غلبة الشيطان. عندما نشر هذا المنديل في وجهي هذا الصباح وقعت عيني عليه وكأني في رؤيا، رأيته علما ضخما يرفرف فوق العالم، تفوح منه الرائحة الكريهة، ويلف كنيستنا المحبوبة ويغمرها بالعار وحب الشهوات؛ إننا في خطر.
أبعدوني عن هذا المكان، أبعدوني. (دي لارشبوزاي يساق بعيدا، ويبقى الأب باري والأب رانجير وحدهما.)
رانجير :
كيف تسير الأمور في ركنك من هذا العالم؟
باري :
إني مشغول جدا.
رانجير :
هل هو معكم؟
Unknown page