خرجت من البيت، فكرت في العودة على قدمي، وأستنشق النسيم بعد غرفة الموت الضيقة، وطرقت أذني دقات جرس كنيسة القديس بطرس، وكان الطريق متربا. إني أذكر اليوم الذي قدمت فيه إلى هذا المكان: كنت أرتدي حذاء جديدا، كان مبيضا من التراب، هل تعلم أني نفضت عنه التراب برداء الكهنوت قبل أن يستقبلني الأسقف. كنت في ذلك الحين مغرورا أحمق، وكنت كذلك طموحا.
وتابعت المسير، وكانوا يعملون في الحقول، ونادوني، وأني لأذكر كيف كان يحلو لي العمل بيدي حينما كنت صبيا، ولكن أبي قال لي: إن ذلك لا يلائم شخصا في مثل أسرتي.
واستطعت أن أرمق كنيستي على بعد، وكنت مزهوا، في صورة متواضعة، وفكرت في حبي لجمال هذا المكان الذي لم يكن جميلا جدا، وتذكرت الليل في المبنى، حيث يرى الذهب في الظلام مضاء بالشموع، وفكرت فيك، وتذكرتك صديقا.
وألقيت عصاي لأستريح، ورأيت الأرض ممتدة أمامي. هل تعرف أين يلتقي النهران؟
هناك قمت بالغزل ذات مرة.
ومربى الأطفال. نعم، هناك بطبيعة الحال حصلت على هذه الزهور، إنني لم ألتقطها إنما أعطيت لي.
وراقبت الأطفال وهم ينصرفون، نعم، لقد كنت مكدودا.
واستطعت أن أرى أبعد من مرمى النظر، قلاعا، ومدائن، وجبالا، ومحيطات، وسهولا، وغابات ... و...
ثم - آه، يا بني، يا بني - ثم أريد أن أقول لك.
العامل :
Unknown page