قالت: «وماذا فعلتم بتلك الخائنة؟»
قال: «لم نجدها في المعسكر مع أنها كانت فيه إلى الأمس يبدو أنها علمت بكتابك ففرت إلى أبيها.»
فضربت سالمة كفا بكف وصاحت: «نجت الملعونة! الظاهر أن شيطانها الأحول أخبرها بخبرنا، فأيقنت باكتشاف أمرها فهربت.»
فقالت مريم: «قبح الله ذلك الأحول فإنه السبب في شرور كثيرة ولو علمت ما فعله هذا الشيطان لحزنت.»
قالت سالمة: «وما الذي فعله؟»
قالت مريم: «إنه رمى حسانا بالنبال، وهو ذاهب من عندك فأصاب جنبه، فقاوم ذلك المسكين آلامه وأسرع حتى أدرك معسكر العرب وهو في آخر رمق من الحياة، فبلغ الرسالة ومات.»
فصاحت سالمة: «مات؟ حسان مات؟»
قالت مريم: «نعم يا أماه مات أشرف ميتة مات شريفا أمينا صادقا وقد قاموا بواجب غسله ودفنه رحمه الله.»
فأطرقت سالمة وسكتت ثم هزت رأسها وهي تقول بصوت خفيض: «مسكين حسان مات ولم يشاهد حفيده بعد أن علم ببقائه حيا، ولا شاهد نتيجة انتظارنا الطويل لهذه الوقعة الهائلة.»
الفصل الحادي والسبعون
Unknown page