"بل المراد" بالنداء "كون الكلمة مناداة"، أي: مطلوبا إقبالها بحرف مخصوص، "نحو: يا أيها الرجل"، ويا أيتها المرأة، "ويا فُلُ" بضم الفاء واللام، ويا فُلَة، بمعنى يا رجل، ويا امرأة. وقول ابن مالك: "بمعنى يا زيد ويا هند"، قال الموضح وهم، "ويا مكرمان"، بفتح الراء، الكريم الواسع الخلق، حكاه سيبويه والأخفش وصاحبا الصحاص والقاموس، ويا ملأمان، للئيم الدنيء الأصل، الشحيح النفس، وإنما خص هذه الأسماء بالذكر لملازمتها للنداء، فلم تقبل من علامات الاسم المذكورة إلا كونها مناداة.
العلامة "الرابعة: أل"، بجميع أقسامها "غير الموصولة" والاستفهامية، "كالفرس" من غير العقلاء، "والغلام" من العقلاء.
"فأما" "أل" "الموصولة فقد تدخل على" الفعل "المضارع" اختيارا عند الناظم وبعض الكوفيين، واضطرارا عند الجمهور، حتى قال الشيخ عبد القاهر: إنه من أقبح الضرورات كما نقله الموضح عنه في شرح الشذور١، "كقوله" وهو الفرزدق يخاطب رجلا من بني عذرة هجاه بحضرة عبد الملك بن مروان: [من البسيط]
١٣-
"ما أنت بالحكم الترضي حكومته" ... ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
فأدخل "أل" على "ترضى" وهو فعل مضارع. و"الحكم" بفتحتين: المحكم يحكمه الخصمان في الأمر. و"الترضى" بإدغام اللام في التاء والبناء للمفعول؛
_________
١ في شرح شذور الذهب ص١٧: "قال الجرجاني ما معناه: إن استعمال مثل ذلك في النثر خطأ بإجماع، أي: إنه لا يقاس عليه".
١٣- البيت للفرزدق في الإنصاف ٢/ ٥٢١، وجواهر الأدب ص٣١٩، وخزانة الأدب ١/ ٣٢ والدرر ١/ ١٥٧، وشرح شذور الذهب ص١٧، ولسان العرب ٦/ ٩ "أمس"، ١٢/ ٥٦٥ "لوم"، والمقاصد النحوية ١/ ١١١، وتاج العروس "لوم"، وليس في ديوانه، وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٢٠، وتخليص الشواهد ص١٥٤، والجنى الداني ص٢٠٢ ورصف المباني ص٧٥، ١٤٨، وشرح ابن الناظم ص٦٣، وشرح الأشموني ١/ ٧١، وشرح ابن عقيل ١/ ١٥٧، وشرح عمدة الحافظ ص٩٩، والمقرب ١/ ٦٠، وهمع الهوامع ١/ ٨٥، وتهذيب اللغة ٣/ ١١٩، ١٥/ ٤٦٢.
1 / 32