Sharh Riyadh al-Salihin - Hutaybah
شرح رياض الصالحين - حطيبة
Genres
التحذير من تذكير صاحب المعصية بمعصيته
والغرض بيان أن الإنسان إذا ستر على نفسه ستر الله ﷿ عليه، وإذا فضح الإنسان نفسه فإنه يستحق ما يحدث له، ويلزم على المسلم أن يستر على المسلمين، وأن يحذر من غضب الله ﷿ أن يفضح إنسانًا فيفضحه الله سبحانه، ويحذر المسلم من أن يظل يعير صاحب المعصية: ألست الذي كنت سارقًا في يوم من الأيام، ألست الذي كنت تسرق كذا، فإنه كلما قلت له هكذا يرجع في قلبه ما كان عليه في الماضي، وقد يرجع إليه مرة أخرى، إذًا فلا تذكر صاحب معصية بمعصيته أبدًا، وإلا فكأنك تدفعه مرة ثانية أن يرجع لهذه المعصية.
أذكر أنه في يوم من الأيام كان هناك رجل صاحب قمار وكان قد تاب إلى الله، فكلمه بعض الإخوة فتاب وجاء يصلي معنا في المسجد وظل فترة يصلي معنا في المسجد، وبعد فترة فوجئت بأن بعض الإخوة قالوا له: أخبرنا كيف كنت تعمل في القمار؟ ومرة بعد مرة حتى ترك الصلاة وترك بيت الله ﷾، والله أعلم على ماذا مات هذا الإنسان.
فلماذا تعير إنسانًا؟ ولماذا تدفعه للشقاوة مرة ثانية؟ ولماذا تذكره بالماضي؟ فإنه سيرجع إليه مرة ثانية، وصاحب المعصية قد يحن إلى معصيته إذا وجد من يشجعه عليها.
فاتق الله ﷾ في الناس، وإذا تاب إنسان فلا تذكره بمعصيته أبدًا، واجعل نفسك مكانه، والذي تحب أن تعامل به إذا كنت مثله فعامل الناس بمثله.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
6 / 13