============================================================
مقدمة المؤلف والأهواء، وصونا للائمة المهديين عن مطاعنهم كيلا يفضي بالقاصرين إلى سوء اعتقاد فيهم، (وفق أصحابه لنصب أكرمهم واتقاهم) يعني آبا بكر رضي الله عنه إذ قد نزل فيه، وسيجنبها الاتقى (الليل: 17]، وقد علم أن اكرمهم عند الله أتقاهم وأشار إلى أن اتعقاد إمامته كان بالبيعة والإجماع (أحقهم بخلافته وأولاهم) فإنه عليه السلام جعله خليفة له في إمامة الصلاة حال حياته (فأبرم قواعد الدين) أحكمها (ومهد) بسطها، ووطاها من ذلك تصلبه في دفع مانعي الزكاة، معللين بأن صلاته عليه السلام كانت سكنا لهم دون صلاته، (ورفع مبانيه وشيد) يقال: شيد البناء طوله (واقام الأود ورتق الفتق) الأود الاعوجاج والرتق ضد الفتق وهو الشق (ولم الشعث) يقال: لم الله شعثه أي أصلح وجمع ما تفرق من أموره (وسد الثلمة) الخلل (وقام قيام الأيد بامر دينهم ودنياهم) الإيد بوزن السيد هو القوى (وجلب المصالح) جذبها (ودرأ المفاسد) دفعها (لأولاهم وأخراهم) وكفاه في دفع المفاسد أن قتل مسيلمة الكذاب في خلافته (وتبع من بعده) من الخلفاء الراشدين (سيرته واقتفى) اتبع (أثره) هو بتحريك الثاء ما بقي من رسم الشيء (والتزم وتيرته) طريقته (فجبروا) فقهروا (عتاة الجبابرة) هما جمع العاتي وهو المتجاوز الحد وجمع الجبار وهو الذي يقتل على الغضب (وكسروا أعناق الأكاسرة) جمع كسرى بفتح قوله: (وإن كانت من فروع الدين) على ما هو المختار من عدم كون وجوب الإمام متصوبا من عند الله تعالى فلا يكون تصب الأثمة من الصفات الفعلية، وقد يجعل من أصول الدين باعتبار أن انتفاء وجوب نصب الإمام على الله من أحكامه تعالى، كما سنشير إليه فيما ينقل عن الأرموى من أن موضوع الكلام هو ذات الله تعالى، وأنت خبير بأن نصب الإمام واجب على الأمة سعا عند أهل الحق فمباحث الإمامة من حيث خصوصها من الفررع المتعلقة بأفعال المكلفمين، واما انتفاء وجوبه عليه تعالى فمندرج في مسالة أن الله تعالى لا يجب عليه شيء فليتامل.
قوله: (بخرافات أهل البدع) الخرافة: كل حديث لا أصل له وأصله أن رجلا اسمه خرافة استهوته الجن فكان يحدث بما راي فكذبوه، وقالوا: حديث خرافة ثم اطلقوه على كل حديث لا أصل له.
قول: (معللين بأن صلاته عليه السلام) أى دعاء السبي عليه السلام لأصحاب الصدقات عند أخذ صدقاتهم على ما هو المسنون، وقد قال الله تعالى خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم (التوبة: 103) اي يسكنون إليها وتطمثن قلوبهم بان الله تعالى تاب عليهم وغفر ذنوبهم
Page 27