قال المفسر: لا بد من أن يكون سبب الاختلاف والقيء كله من قبل كثرة أحد الكيموسات الأربعة. فقد ينبغي عند ذلك أن يفرغ من كثرة الكيموس الزائد. وللفرغ وجهان: أحدهما من قبل الطبيعة تلفظ (130) تلك الزيادة بلا دواء ولا بعلاج طب، وإفراغ تلك الزيادة بالدواء (131)، وإياهما عنى أبقراط. فإن جاء الفرغ من قبل الطبيعة فذلك أسهل، وإلا احتجنا إلى الإفراغ بالطب. وقد (132) ينبغي أن ننظر إلى ما يخرج من الفرغين (133). فإن كان الكيموس الزائد فهو أمثل وأخف على الذي يفرغه لأن من قبل الزائد [P27] يكون المرض ومع إفراغه تأتي الصحة. وإن كان ما أفرغ من غير الكيموس B الزائد فذلك خلاف الأمر الذي يراد وهو أبعد من الصحة وأثقل على من استفرغ الكيموس الناقص مكان الكيموس الزائد.
i.2b فصل آخر يذكر الزمان
[aphorism]
قال أبقراط: وقد ينبغي لنا أن ننظر في الزمان والبلاد والسن والأمراض التي ينبغي النظر فيها أو لا.
[commentary]
قال المفسر: إنما قال أبقراط «ينبغي لنا أن ننظر في الزمان والبلاد والسن والأمراض» من أجل الفرغ الثاني الذي يأتي بالعلاج لا تعالج به حتى ننظر في زمان السنة أي جزء هو من صيف أو شتاء وفي البلاد وحاله والسن من الحداثة والكبر والأمراض وأصنافها إن كان ذلك كله موافقا للعلاج. فأما الفرغ الأول الذي يأتي من قبل الطبيعة فليس إلينا حيلة ولا دفعة.
i.3 في وجه تكشيف صحة الجسد والفرغ
[aphorism]
قال أبقراط: عند تكشيف الصحة القصوى أخطأ إن كانت في المنتهى لأنها لا تستطيع أن تثبت على حالها ولا تقيم على غير انتقال، وإذا كان لا بد لها من الانتقال وليس تقدر على أن تنتقل إلى خير مما هي عليه [P28] فقد بقي أن تنتقل إلى ما شر. من أجل ذلك هو أمثل أن تطلق الصحة بلا إبطاء كيما (134) يبتدئ الجسد بالتربية من ذي قبل وألا يفرط في التنقص فإن ذلك خطأ ولكن على قدر ما تحتمل طبيعة الذي يفعل ذلك به. قال: وكذلك أيضا الفرغ إذا بلغ المنتهى خطأ والملء إذا بلغ المنتهى خطأ.
[commentary]
Page 12