الطرب والهيام في وجهه، ولولا تهيبه من وجود الملكة لقال أشياء كثيرة. ولحظت شجرة الدر
أيضا ذلك وسرها ما لحظته؛ لأنها كانت تريد أن تقبض على قلب ركن الدين لتستخدمه فيما تريد
من الأمور؛ إذ أصبحت - بعد أن صارت ملكة - تخاف من الدسائس والمناظرين من الداخل والخارج.
وقد توسمت في ركن الدين همة عالية وبسالة، فأرادت أن تملك قلبه ليكون طوع إرادتها فيما قد
تعتزم فعله؛ لأنها كانت سيئة الظن فيمن حولها، حتى عز الدين أيبك صديقها، كانت ترى أنه غير
أمين لها، وأنه إنما يظهر الطاعة موقتا.
فلما رأت هيام ركن الدين بشوكار قالت له «هل أعجبك صوتها يا ركن الدين؟»
فتحرك احتفاء بذلك الاستفهام وقال: «تسألينني عن صوتها؟ ألا يكفي أنه يعجب ملكة المسلمين؟
ومن لا يطرب لهذا الصوت الرخيم؟»
قالت وهي تضحك: «أرجو ألا يكون الصوت وحده الذي أطربك.» فالتفت خلسة إلى شوكار وسكت.
Unknown page