بيت أيوب مرة أخرى. إن هؤلاء قد مضت أيامهم ولكل أيام دولة ورجال.»
فأظهرت شجرة الدر أنها خالية الذهن من أمر المستقبل، وأنها تتوقع أن تعرف الحقيقة في الغد
بعد مجيء عز الدين. فأكبت شوكار على يد سيدتها وقبلتها للوداع، فقبلت شجرة الدر رأسها.
وحالما خلت شجرة الدر بنفسها انصرفت من باب سري في الإيوان إلى قصرها وقد توسط الليل،
فلما صارت في غرفتها كان الخدم قد أناروها، وهي في أجمل ما يكون من الرياش، وعلى جدرانها
ستائر الديباج عليها الأبيات الشعرية أو الصور والنقوش بأزهى الألوان. وما كادت تدخلها حتى
استلقت على سريرها واستغرقت في هواجسها، وجعلت تناجي نفسها قائلة: «قتلوا طوران شاه - لا
أقامه الله - وقد قتل بسعي عز الدين حبيبي.» ولما ذكرت اسمه تنهدت وقالت: «هو حبيبي لكنه
سرير لا أظنه أمينا في حبه. وهؤلاء الرجال لا يؤمن جانبهم. ما لي وله؟! فليكن كما يشاء.
ألم يخدمني في هذا الأمر؟ ليس بعد قتل طوران شاه إلا أن يعود الملك إلى يدي. هكذا وعدني عز
Unknown page