فقالت: «ما وراءك أيها الأمير الشاب؟ قل ولا بأس من وجود عزيزتي شوكار، بل لا بد من وجودها، فهي التي طالما أعجبت بشهامتك. قل، ما وراءك؟»
فاستغربت شوكار ما روته شجرة الدر عنها من أنها معجبة بركن الدين، ولم تجد باعثا على ذلك
في تلك الساعة فسكتت، واتجهت بكلتيها لسماع ما يلقيه ركن الدين. أما هو فلما سمع قول شجرة
الدر عن إعجاب شوكار به التفت إليها فوجدها في غاية الجمال واللطف، وفي عينيها معنى جمع بين
الذكاء والسحر. وكان يسمع برخيم صوتها لأن ذلك كان شائعا في القصر. لكنه توجه نحو شجرة
الدر وقال: «إن ورائي أمرا ذا بال وخبرا مهما لا أدري أيسر مولاتي أم يسوءها.»
فأجفلت ونظرت في عينيه باهتمام وقالت: «قل ما هو، ولا يهمك ساءني أم سرني، فإني لا أتوقع
من هذه الدنيا سلامة.»
فقال: «إن الملك المعظم طوران شاه بن مولانا الملك الصالح قد لاقى أجله في هذا الصباح،
وبعثني مولاي الأمير عز الدين أيبك لأنقل هذا الخبر إليك ريثما يصل هو إلى هنا في صباح
Unknown page