ذلك علي.»
قال: «وهل تحضرين الاحتفال معنا؟» قالت: «أحضر مع النساء من وراء الستر.» فودعها وخرج من
عندها وقد ملكت عقله بعد أن ملكت قلبه. ولما وصل إلى القلعة، وجد الأمراء في انتظاره وكانت
شجرة الدر أكثرهم قلقا على غيابه، فقد علمت بغيابه وهي وراء الستر، وكان قلبها دلها على
تنافر بينهما. ومكثت تنتظر وصول الرسول وتلاوة الكتاب وهي لا تعلم ما هو مخبوء لها. •••
كانت الجماهير تموج في ساحة القلعة منذ صباح ذلك اليوم، وجاء الخبر بوصول الرسول، فتقدم
الحاجب لاستقباله حتى دخل الإيوان، ووقف الأمراء على الجانبين، وشجرة الدر فوق سريرها وراء
الستر ومعها شوكار. وقد لحظت هذه اضطراب سيدتها وخوفها فأخذت تخفف عنها وتطمئنها وتداعبها
وهي تتجلد وتصغي لما يدور من الحديث في الخارج، ثم سمعت عز الدين يقول: «أيها الأمراء، هذا
رسول مولانا الخليفة أمير المؤمنين المستعصم بالله حفظه الله، ومعه كتاب من الخليفة سيتلوه
Unknown page