وجرت الخادمة وبيدها الطبق ولحقت بالجنرال وسألته لماذا لم يستطع الرجل أن يتحمل المائتي جلدة.
لماذا؟ لأنه قد مات!
وعادت الخادمة إلى حجرة الطعام وما زال الطبق بيدها. وقالت، وهي تكاد تبكي، للرئيس الذي كان يأكل في هدوء: إنه يقول لم يتحمل لأنه قد مات! - وماذا في هذا؟! أحضري الطبق التالي.
الفصل السادس
رأس جنرال
جاء ميغل ذو الوجه الملائكي، مستشار الرئيس وصفيه الحميم، لزيارته بعد أن فرغ من تناول الطعام.
وقال عند دخوله غرفة الطعام (كان جميلا وشريرا كالشيطان): ألف معذرة سيدي الرئيس، ألف معذرة سيدي الرئيس لتأخري ... ولكن كان علي أن أساعد حطابا يحمل جريحا وجده وسط القمامة، ولم أستطع الحضور قبل الآن. ولكني أحيط سيادة الرئيس علما بأن ذلك الجريح ليس من الشخصيات المعروفة، بل كان من عامة الشعب!
وكان الرئيس مرتديا كعادته ملابس حداد كاملة: حذاء أسود، وحلة سوداء، وربطة عنق سوداء، وقبعة سوداء لا يخلعها أبدا. وكان يخفي لثته الخالية من الأسنان تحت شارب أشهب كث ممشط على جانبي فمه؛ وكان ذا وجنتين نحيلتين متهدلتين وجفنين صغيرين.
وسأله باسطا حاجبيه: وهل أخذته إلى المستشفى؟ - سيدي ... - ما هذا؟ إن شخصا يفخر بأنه صديق لرئيس الجمهورية لا يترك أبدا مسكينا شقيا جريحا في الطريق ضحية اعتداء مجهول!
وحملته حركة صادرة عن باب حجرة الطعام على أن يلتفت جانبا: تفضل يا جنرال.
Unknown page