Sawt Acmaq
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genres
غير أن هناك وجها آخر للنسبية المعيارية بمختلف أنواعها، وهو الوجه «الواقعي»
realist : ومفاده أننا ما أن نقرن الأشياء بأطر معينة حتى تبزغ هناك حقائق عن الأخلاق (أو التبرير الإبستيمي أو الصدق ... إلخ).
يعني وجود هذين الوجهين أن على النسبي المعياري أن يحارب على جبهتين مختلفتين جد الاختلاف، فعلى الجبهة الأولى ينبغي أن يدافع عن الدعاوى المضادة للواقعية (لا وجود لحقائق بمعزل عن إطار معين فيما يتعلق بالمجال المعني)، وقد يعن للنسبي المعياري أن يجند الحجج القياسية المضادة للواقعية لخدمة النسبية. غير أن هذه الحجج ستذهب به أبعد مما يود؛ لأنها تنكر وجود حقائق تكون الأشياء فيما يتعلق بها صائبة بأي معنى من المعاني بما في ذلك الصواب المنسوب إلى إطار معين.
وعلى الجبهة الثانية يتعين على النسبي المعياري أن يدافع عن الدعاوى الواقعية القائلة بوجود حقائق عما هو صائب أو صادق بالنسبة لإطار معين. هذه الجبهة أكثر خداعا من الأولى؛ ذلك أن من الصعب في بعض الأحيان أن يبين مبلغ هذا الصواب «المنسوب لإطار» ثم إن عليه بعد ذلك أن يبين أن هناك بالفعل مثل هذه الحقائق أو المعايير. وقد يعن له أن يعيد تأويل الحجج القياسية المؤيدة للواقعية بطريقة تتيح له أن يجندها لحسابه. (3-4) تصنيف المواقف النسبية
قلنا إن الصيغة العامة للنسبية هي: «س» منسوب إلى «ص».
حيث «س» هو الشيء الذي نزعم أنه «نسبي»
relative ، وهو من ثم «متغير تابع»
dependent variable .
وحيث «ص» هو الشيء الذي نزعم أن «س» منسوب إليه ومتوقف عليه، وهو من ثم «متغير مستقل»
independent variable .
Unknown page