Sawt Acmaq
صوت الأعماق: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
Genres
وحين يتحدث الناس عن ضرب معين من النسبية فهم يركزون أحيانا على عوامل تعمل كمتغيرات تابعة (كما هو الحال في النسبية التصورية أو النسبية الأخلاقية). ويركزون أحيانا أخرى على عوامل تعمل كمتغيرات مستقلة (كما هو الحال في النسبية الثقافية أو النسبية اللغوية). غير أن الصياغة الكاملة للنسبية تتطلب تحديد كلا الطرفين (بالإضافة إلى وصف للعلاقة بينهما).
ينبغي ألا يفرط المرء في إضفاء العقلانية على فكرة الإطار التصوري؛ فالأطر ليست في أغلبها منتجات معرفية أنيقة دقيقة كخرائط الطرق أو كأنساق البرهنة الصورية (الأكسيوماتيكا)،
59
بل كثيرا ما تكون مضطربة فوضى، وربما تشتمل على حدوس غامضة أو عادات إدراكية إلى جانب المبادئ والمعايير المحددة. فنحن، على سبيل المثال، نكون عادات معرفية من شأنها أن تجعلنا نأبه لأشياء معينة دون كثير تدبر أو إعنات فكر. وليست الأطر التصورية أيضا منتجات معرفية بوسعنا أن نتخلى عنها متى شئنا أو نغيرها وفق إرادتنا. إنا نقطنها ونأهلها ونقيم فيها! وهي تغمر جوانب كثيرة من فكرنا وخبرتنا، وتقدم قدرا كبيرا من مادة حياتنا، وهي إذ تفعل ذلك تكون هي المكون الرئيسي الذي يحدد من نحن، وما الذي يعنينا بالدرجة الأولى، وما الذي يمكننا أن ندركه ويمكنه أن يحمل معنى بالنسبة لنا. (3-2) النسبية الوصفية والنسبية المعيارية «النسبية الوصفية»
Descriptive Relativism :
هي فصيل من الدعاوى الإمبيريقية (البعدية/المستقاة من التجربة) مفادها أن الجماعات المختلفة لديها في واقع الأمر طرائق مختلفة من التفكير أو معايير الاستدلال أو ما شابه ذلك. تريد هذه الدعاوى أن «تصف»، لا أن تقيم، المبادئ والممارسات الخاصة بالجماعتين، وهي متساوقة مع الدعاوى بأن :
كلا الجماعتين على صواب (بطريقته الخاصة).
إحدى الجماعتين فقط على صواب.
كلا الجماعتين على خطأ.
ليس ثمة شيء من شأنه أن يجعل الأشياء صوابا (مثلا: ليس ثمة حقيقة نهائية بصدد أي المبادئ الإبستيمية أو الخلقية هي الصواب).
Unknown page