عن الجابر وللثاني خلو النصوص المعتبرة الواردة في مقام البيان وهو الأقوى والأول أحوط واعلم أن مقتضى أدلة وجوب الصلاة إلى القبلة وجوب تحصيل العلم بها جهة أو عينا ظاهرا و يحصل العلم بالمشاهدة أو ما يقوم مقامها وعد منه محراب المعصوم (ع) الذي بناه أو بنى بحضرته فقرده من دون عذرا وصلى فيه من دون انحراف وعد من ذلك محارب مساجد كثيرة في المدينة والكوفة و البصرة لكن لا يخفى ان العلم ببقاء شئ منها على بنائه السابق والعلم بصلاة المعصوم (ع) فيه من دون انحراف مشكل فان أولي تلك المساجد في ذلك مسجد النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة ومسجد أمير المؤمنين (ع) بالكوفة وقد ذكر المجلسي ره في البحار ما يدل على تغيرهما بعد تصريحه بانحراف مسجد الكوفة بأزيد من عشرين درجة مما يقتضيه القواعد وكذا مسجد السهلة ومسجد يونس قال ولما كان أكثر تلك المساجد مبنية في زمان مر وغيره من الخلفاء لم يمكنهم (ع) القدح في ذلك فأمروا بالتياسر لأجل ذلك وعللوه بالوجوه الخطابية [لامكاتهم] وعدم التصريح بخطاء الخلفاء وما ذكره أصحابنا من أن محراب مسجد الكوفة صلى فيه أمير المؤمنين (ع) ولا يجوز الانحراف عنه انما يثبت إذا علم أن الإمام (ع) بناه ومعلوم انه لم يبنيه أو صلى فيه من غير انحراف وهو أيضا غير ثابت بل ظهر من بعض ما نسخ لنا من الآثار القديمة عند تعمير المسجد في زماننا ما يدل على خلافه كما سنذكره في المزار مع أن الظاهر من بعض الأخبار ان هذا البناء غير البناء الذي كان في زمن أمير المؤمنين (ع) بل ظهر له من بعض الأدلة والقرائن ان محراب مسجد النبي صلى الله عليه وآله بالمدينة أيضا قد غير عما كان في زمانه صلى الله عليه وآله لأنه على ما شاهدنا في هذا الزمان موافق لخط نصف النهار وهو مخالف للقواعد الرياضية من انحراف قبلة المدينة إلى اليسار قريبا من ثلثين درجة ومخالف لما رواه العامة والخاصة من أنه صلى الله عليه وآله رؤيت له الأرض ورأى الكعبة فجعله بإزاء الميزاب فان وقف بحذاء الميزاب يصير القطب الشمالي محاذيا لمنكبه الأيسر و مخالف لبناء بيت الرسول صلى الله عليه وآله الذي دفن فيه مع أن الظاهر أن بناء البيت كان موافقا لبناء المسجد وبناء البيت أوفق بالقواعد من المحراب وأيضا مخالف لمسجد قبا ومسجد الشجرة وغيرهما من المساجد التي بناها النبي صلى الله عليه وآله أو صلى فيها ولذا خص بعض الأفاضل ممن كان في عصرنا حديث المفضل وأمثاله في التياسر على مسجد المدينة وقال لما كانت الجهة وسبعة وكان الأفضل بناء المحراب على وسط الجهات الا ان يعارضه مصلحة كمسجد المدينة حيث بنى محرابه على خط نصف النهار لسهولة استعلام الأوقات مع أن وسط الجهات فيه منحرف نحو اليسار حكموا باستحباب التياسر فيه لمحاذى المصلى وسط الجهة المتسعة
Page 44