Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
وبعد نحو ثلاثة أشهر من وصولي إلى «246»، نودي اسمي عبر مكبر الصوت، فتوجهت أنظار الجميع نحوي بقلق بالغ، بينما وضعت الشال على رأسي بيد مرتجفة.
قالت ترانه وعيناها تشعان أملا: «أنا واثقة أن هناك أخبارا جيدة.»
أخذت نفسا عميقا وفتحت الباب المؤدي إلى البهو. كانت الأخت مريم تنتظرني في المكتب، واستشعرت قلقها.
سألتها: «إلى أين سأذهب؟» - «أرسل الأخ حامد في طلبك.» - «هل تعرفين السبب؟» - «كلا، ولكن لا تقلقي، لا بد أنه يرغب في الاطمئنان عليك فحسب.»
وضعت العصابة على عيني، واتبعت إحدى الأخوات نحو المبنى الآخر، ثم انتظرت في الرواق حتى ناداني حامد، فاتبعته إلى إحدى الغرف. أغلق الباب خلفنا، وطلب مني أن أخلع العصابة. لم يتغير قط، فعيناه كانتا أشبه بكهفين باردين مظلمين. رأيت في الحجرة فراشا للتعذيب في أحد الأركان، ومكتبا ومقعدين، وسوطا أسود غليظا يتدلى من ظهر الفراش، فتسارعت أنفاسي.
قال لي مبتسما: «مارينا، كم جميل أن أقابلك. اجلسي وأخبريني كيف حالك.»
كانت كلماته كلدغات النحل.
قلت وأنا أبتسم: «أنا بخير.» - «لقد هربت مني في تلك الليلة، أتذكرين؟ هل تساءلت عما حدث لمن كانوا معك؟»
تسارعت دقات قلبي حتى شعرت بأن رأسي سينفجر. - «لم أهرب. علي هو الذي أخذني معه، وأعلم جيدا ماذا حل بالآخرين. لقد قتلتهم.»
كانت هناك بقع دماء على فراش التعذيب لم أستطع أن أبعد عيني عنها. - «مع أنك لا تروقين لي، أعترف بأنك تثيرين اهتمامي. هل تمنيت من قبل لو أعدمت معهم في تلك الليلة؟» - «نعم.»
Unknown page