Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
وهنا صاح أحد الحرس: «انتهى الوقت!»
فقالت أمي: «تشجعي يا مارينا!»
دائما يكون السجن هادئا للغاية بعد أيام الزيارة. كانت كل واحدة تجلس في مكانها وحيدة، نحاول ألا نفكر في حياتنا قبل «إيفين»، لكن الأمر كان مستحيلا، فالذكريات هي كل ما نملك. لقد فقدنا أهلنا وحياتنا وما كنا عليه في السابق. لم يكن لدينا مستقبل؛ لا شيء سوى الماضي.
في اليوم التالي للزيارة تسلمنا لفافات صغيرة تحتوي على بعض الملابس أرسلتها لنا عائلاتنا . فتحت لفافتي فوجدت بها قمصانا وسراويل وملابس داخلية جديدة وسترة صوفية. كل الملابس كانت تفوح برائحة المنزل؛ رائحة الأمل. كانت ترانه تتحسس سترة من الصوف الأحمر أخبرتني أنها سترتها المفضلة، وأنها ستجلب لها الحظ، فقد حاكتها أمها منذ سنوات عندما تعلمت الحياكة. أرادت ترانه وكل شقيقاتها الحصول عليها، وعندما قررت الأم إعطاءها لترانه شعرت شقيقاتها بالحزن، فأوضحت لهن الأم أن عليها إعطاءها لإحداهن، وأن العدل يقضي بإعطائها للشقيقة الصغرى، ووعدت كلا من شقيقاتها الثلاث بأن تحيك لها سترة شبيهة تماما، لكنها لم تف بوعدها. كانت ترانه تؤمن بأن ارتداء تلك السترة يجلب لها الحظ كلما ارتدتها، وتساءلت هل ما زالت تحتفظ بسحرها. - «ترانه، سوف نعود إلى المنزل ذات يوم.» - «أعلم ذلك.» - «سنفعل كل الأشياء التي نحبها.» - «سنذهب في نزهات طويلة سيرا على الأقدام، أليس كذلك؟» - «نعم، وسوف نذهب إلى منزلنا الصيفي.» - «سوف نذهب للتسوق.» - «سوف نطهو ونخبز ونتناول كل ما نحب!»
وضحكنا معا.
جافاني النوم في تلك الليلة. فكرت كيف استطاع علي تخفيف عقوبتي؛ ربما بإمكانه تكرار الأمر مع ترانه، وربما يستطيع مساعدة سارة أيضا، لكنه أخبرني أنه راحل، والحقيقة أني لم أكن أرغب في رؤيته مرة أخرى. كنت أخشاه، وبصورة ما كان من الأيسر لي أن أتعامل مع حامد، لأنني مع حامد أعرف ماذا أتوقع. أما مع علي، فالأمر مختلف. صحيح أنه لم يؤذني قط، غير أني كنت أشعر بخوف شديد عندما يقترب مني. تذكرت ليلة الإعدام، وحاولت ألا أفكر فيها. كان عقلي يرفض استدعاء تلك الصور المخيفة، لكني كنت أعرف أنها موجودة في ذاكرتي لم تعبث بها يد الزمان. ما زلت أذكر النظرة التي رأيتها في عيني علي عندما أخذني إلى الزنزانة؛ نظرة لهفة جعلتني أشعر وكأني محتجزة في قاع محيط متجمد. مع كل هذا لا بد أن أتحدث معه من أجل ترانه.
ذهبت إلى حجرة المكتب في الصباح وقرعت الباب. كانت الأخت مريم تجلس خلف مكتبها تقرأ. نظرت إلي بعينين متسائلتين.
سألتها: «هل يمكنني مقابلة الأخ علي ؟»
حدقت في وتساءلت: «لماذا تريدين رؤيته؟»
أوضحت لها كيف أنه أنقذ حياتي وأني أود أن أطلب منه الآن إنقاذ حياة صديقة لي.» - «ومن هي؟»
Unknown page