Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
نظر إلي بعينين داكنتين واسعتين تعلوان عظام خده الناتئة قليلا. كان فمه الطفولي الصغير متناقضا مع بقية قسمات وجهه التي تشي بالقوة، وكان أطول مني بنحو خمسة سنتيمترات، وشعره بني قصير. أدهشتني نظرة عينيه التي جعلتني أشعر بأنني مميزة، واستثنائية، وجميلة. كان اسمه أراش.
قررت أن أجلس في الخارج ما دمت لا أستطيع السباحة، فجلست على أحد كراسي الحديقة الوثيرة، لكني كنت مع أراش بكل حواسي، حتى إنني كنت أسمع صوت أنفاسه. بعد نحو عشر دقائق نهض واقفا، فوثبت فزعة من مكاني. - «هل تستمتع بإخافتي؟» - «آسف، لم أقصد ذلك، ولكن علي أن أذهب. لا تسبحي بعد أن أرحل، اتفقنا؟» - «اتفقنا.»
راقبته وهو يبتعد ويدخل المنزل، وبعد دقيقة خرجت نيدا وطلبت مني الدخول لأنها ستقطع كعكة عيد ميلادها. •••
بعد الحفل ببضعة أيام كنت أركب دراجتي متجهة إلى الشاطئ كي أقابل جيتا، وكانت هناك بعض الرمال في الطريق نظرا لأعمال البناء، فانعطفت بسرعة كبيرة، فما كان من الدراجة إلا أن انزلقت على أحد جانبيها وسقطت على الأرض. تمكنت من الوقوف، لكن وجدت أن الدماء تسيل من ركبتي ومرفقي. كانت الساعة نحو الثانية ظهرا، والجو شديد الحرارة، ولذلك كان الشارع خاليا. على الأقل لم يرني أحد وأنا أسقط هكذا. وبينما كنت أحاول جذب دراجتي بعيدا عن الطريق شعرت بأحدهم يقف خلفي، فاستدرت. رأيت أراش، وبدا مندهشا مثلي.
سألته: «هل تظهر دائما على حين غرة؟»
فضحك وهو يتفحص جروحي، وقال: «وهل أنت رعناء؟ علينا أن نطهر جروحك . هذا منزل عمتي.» وأشار إلى منزل صيفي في جانب الطريق.
حمل أراش دراجتي وتبعته. كانت جروحي تؤلمني، واغرورقت عيناي بالدموع، لكني أخذت نفسا عميقا ولم أفتح فمي بالشكوى؛ إذ لم أكن أرغب في أن يظنني فتاة ضعيفة.
قال: «كنت جالسا في الشرفة أراقب الطريق، ثم أتيت أنت بسرعة هائلة ووقعت. من حسن حظك أن عنقك لم ينكسر.»
كست الزهور الوردية وزهور الكوبية الزرقاء حوائط المنزل البيضاء، ولامست الأغصان الخضراء الفضية لشجرة صفصاف عملاقة السقف الأحمر.
فتح أراش باب المنزل، ودخلت. كانت رائحة الكعك الطازج تنبعث من المكان.
Unknown page