Sajinat Tihran
سجينة طهران: قصة نجاة امرأة داخل أحد السجون الإيرانية
Genres
أطرقت برأسي، وقلت: «نعم.» - «ربما أكون كبيرة في السن، لكنني كنت صغيرة يوما ما. كنت صغيرة وجميلة. وما زلت أذكر ذلك الشعور.»
كتمت أنفاسي. - «سوف يصطحبك مرتضى إلى ذلك الحفل ويعيدك مرة أخرى.» - «حقا؟» - «نعم أيتها السندريلا. يمكنك الذهاب، ولكن عودي إلى المنزل قبل منتصف الليل.» •••
شكرت مرتضى عندما أقلني إلى منزل نيدا، ووعدته أن أكون في انتظاره عند منتصف الليل، ولوحت له وهو يبتعد. خطوت على الأحجار الرمادية الناتئة بين العشب في الفناء الأمامي لمنزل نيدا، ووجدتها تقف في الشرفة المحيطة بالمنزل ذي الطابق الواحد تتبادل الحديث مع فتاتين. كان الجانب الخلفي من المبنى يواجه البحر، واستطعت سماع صوت الأمواج وهي تضرب الشاطئ الرملي، وسرعان ما وصل الجميع. تركت الفتيات حقائبهن في غرفة نيدا، وترك الفتيان حقائبهم في غرفة أخيها، واندفعنا جميعا نجري نحو الشاطئ. لعبنا المساكة وكرة الماء حتى تضور الكل جوعا، ثم عدنا إلى المنزل. عندما فتحت حقيبتي في غرفة نيدا كي أرتدي فستاني، أدركت أنني لم أحضر معي ملابس داخلية. سوف أظل مرتدية ثوب السباحة. لا مشكلة في ذلك؛ فمع أنه مبتل قليلا، فهو أبيض اللون ولن يظهر.
بعد أن تناولنا العشاء المكون من اللحوم الباردة والخبز الطازج والسلطات ، نحينا كل قطع الأثاث الموجودة في غرفة المعيشة جانبا، وانطلقت موسيقى «بي جيز» في المكان. رقصت نيدا مع أرام، وهو لاعب كرة السلة الوسيم الذي طلب منها أن تحضر له زجاجة الكولا عندما قابلتها لأول مرة. بدا جسد نيدا البرونزي جميلا في فستانها الأبيض، ولاحظت أن أرام همس بشيء ما في أذنها جعلها تضحك. وسرعان ما انقسم الجميع إلى ثنائيات، ووجدت نفسي أجلس وحيدة في أحد الأركان أحتسي زجاجة من الكولا. وعندما فرغت، شغلت نفسي بفتح زجاجة أخرى وملء طبق برقائق البطاطس. استمرت الأغاني واحدة تلو الأخرى، والتهمت الكثير من البطاطس حتى آلمتني معدتي، ولكن لم يدعني أحد للرقص. رقصت جيتا مع رامين؛ ذلك الفتي ممتلئ الجسم من ملعب كرة السلة، ورأيته يمرر يده على ظهرها فتورد وجهها خجلا. نظرت في ساعتي فوجدتها العاشرة. أقف هكذا منذ ساعة دون أن يوجه أحدهم لي كلمة واحدة. شعرت بالعزلة والارتباك والحرج والحزن في آن واحد، وأردت أن أخرج من الغرفة.
كان الباب المؤدي إلى الشرفة الخلفية يبعد عني خطوة واحدة، ففتحته وألقيت نظرة أخرى على الغرفة، ولكن لم يبد أحدهم أي رد فعل، فخرجت من الغرفة. كان الهلال قد نشر أشعته الفضية على البحر، والجو دافئ، وكنت بحاجة لفعل شيء. ربما بإمكاني أن أسبح قليلا، فالسباحة تجعلني دائما في حال أفضل، وقد مارست السباحة ليلا عدة مرات من قبل. في ضوء القمر يتحد البحر مع السماء ويتحول إلى كتلة فضية دافئة من الظلام. هبطت الدرج الذي يصل بين الشرفة وفناء المنزل وبدأت أخلع فستاني، ولكنني جفلت عندما فاجأني صوت أحدهم والفستان ينزلق على الأرض: «ماذا تفعلين؟»
رأيت شابا يقف بجوار كرسي الحديقة في أحد جوانب الفناء ويغطي عينيه بيديه.
قلت وقلبي يخفق: «لقد أخفتني! لماذا تختبئ هكذا؟» - «لست مختبئا. كنت جالسا هنا على هذا المقعد أشم بعض الهواء النقي، وفجأة أتت فتاة وبدأت تخلع ملابسها أمامي!» المضحك في الأمر أنه بدا مذعورا أكثر مني. كان يبدو على الأكثر في السادسة عشرة، ولا يزال يغطي عينيه بيديه. - «هل ارتديت فستانك؟» - «ماذا دهاك؟ أنا لست عارية، بل أرتدي ثوب السباحة، وسوف أسبح قليلا.»
قال وهو يرفع يديه عن عينيه: «هل جننت؟ تريدين أن تسبحي في منتصف الليل في تلك المياه المظلمة؟» - «ليست مظلمة تماما، ثم إن القمر بازغ!» - «لا، لا، سوف تغرقين، ولن أسامح نفسي أبدا.» - «لن أغرق.» - «لكني لن أسمح لك بالذهاب.»
كان قد اقترب مني، فلم يعد يفصلنا سوى نحو نصف متر.
قلت وأنا أرتدي فستاني: «حسنا، لن أذهب.»
Unknown page