جلس «إيزولو» فوق مقعده، وراح يبحث في الحقيبة عن علبة النشوق، التقط علبة النشوق، ووضعها على الأرض، وبدأ في البحث عن الملعقة العاج الصغيرة التي سرعان ما عثر عليها، ثم ألقى بالحقيبة بعيدا .. رفع العلبة البيضاء إلى أعلى لرؤية ما تبقى من النشوق، وظل يهزها فوق ركبته، ثم فتحها وأفرغ قليلا من محتوياتها في كفه.
قال «أكيوبو» بعد أن تجرع الماء: أعطني قليلا من هذا الشيء كي يتوازن رأسي.
أجاب «إيزولو»: تعال وخذ ما تشاء، فلا تتوقع أن أمدك بالنشوق، وكذا لن أهبك زوجة وأبحث لك عن حصيرة لتنام عليها.
نهض «أكيوبو» ومال بجسده إلى الأمام واضعا يده اليمنى فوق ركبته، ولوح بكفه اليسرى في اتجاه «إيزولو»، وقال: لن أجادلك كثيرا؛ فلديك اليام، ولديك السكين.
ملأ «إيزولو» ملعقتين من النشوق، ووضعهما في كف «أكيوبو»، ثم أفرغ من العلبة لنفسه، وعندئذ قال «أكيوبو» وقد صارت إحدى فتحتي أنفه ذات لون بني من أثر النشوق: إنه نشوق جيد.
ثم تناول بإبهامه حفنة أخرى من يده اليسرى، ووضعها في فتحة الأنف الأخرى، وبعد ذلك ألقى برأسه للوراء، وظل يشم ثلاث أو أربع مرات، وبدا أثر النشوق واضحا في فتحتي الأنف، وفي تلك الأثناء كان «إيزولو» يستخدم الملعقة العاج بدلا من الإبهام.
قال «إيزولو»: ولهذا أنا أبيع نشوقي في السوق.
دخل «إيدوجو» ممسكا بقارورة النبيذ من الحبل المتدلي من رقبتها، وقدم التحية ل «أكيوبو » ووالده، وترك القارورة على الأرض.
قال «إيزولو»: لم أكن أعرف أنك تملك نبيذا. - لقد أرسله لي صاحب الباب الذي أصنعه. - ولماذا جئت به في وجود هذا الصديق؟ - إن «إيدوجو» لم يقل بأن النبيذ لك.
قال «إيدوجو»: إنه لكما أنتما الاثنين.
Unknown page