106

قال «إيزولو»: إنه ليس مجنونا، لكنه مجرد رسول، وعليه أن يقول رسالته كما هي، فلتتركه حتى ينتهي.

قال الرسول: لقد انتهيت، ولكنني أسأل كل من يعرف هذا الشاب أن يقدم له النصيحة لصالحه. - هل أنت متأكد بأنك انتهيت من رسالتك كاملة؟ - نعم، إن الرجل الأبيض لا يطيل الكلام مثل الرجال السود.

قال «إيزولو»: أحييك، وأرحب بك مرة ثانية.

أضاف مبعوث البلاط. شيء صغير نسيت أن أخبرك به، إن كثيرا من الناس ينتظرون لرؤية الرجل الأبيض فربما تضطر للانتظار في «أوكبيري» ثلاثة أو أربعة أيام قبل أن يأتي دورك، لكنني أعرف أن رجلا مثلك لا يرغب في قضاء أيام كثيرة خارج قريته، فإذا تعاملت معي بلباقة فسوف أسعى لمساعدتك كي تراه غدا؛ فأنا أستطيع عمل كل شيء، فإذا قلت للرجل الأبيض أن يراك فسوف يراك، سيخبرك قريبك عن الطعام الذي أتناوله.

ابتسم بعد الانتهاء من كلامه، ثم ارتدى طربوشه من جديد، وعندئذ قال «إيزولو»: ذلك شيء يسير ، ولن يسبب خلافا؛ فلست أعتقد أن ما سوف تضعه داخل هذا البطن الصغير سيكون أكثر من قدرتي، وإذا كان كذلك فإن أقربائي هناك للمساعدة.

شعر المبعوث بالغضب على إثر تلميح «إيزولو» بأنه صغير الحجم. توقف «إيزولو» عن الحديث وبدا كأنه مستمتع بغضب المبعوث، ثم استطرد: على أية حال يجب أولا أن تعود وتخبر الرجل الأبيض أن «إيزولو» لا يغادر كوخه، وإذا أراد أن يراني فعليه أن يأتي إلى هنا، إن ابن «وديكا» الذي جاء معك لتعرف الطريق يستطيع أيضا أن يأتي معه.

قال المبعوث في دهشة توحي بعدم التصديق: هل تعرف ما تقول يا صديقي؟

فسأله «إيزولو»: أأنت مبعوث أم لا؟ .. عد من حيث جئت، وأخبر سيدك برسالتي.

شعر «أكيوبو» بالخطر، فتدخل بسرعة لإنقاذ الموقف: علينا بألا نتشاجر من أجل ذلك، ويجب أن نتناقش في هدوء.

قال «إيزولو» ساخطا: عن أي شيء نتناقش في هدوء؟ لقد أبلغت رسالتي، وهذا كل ما في الأمر.

Unknown page