89

Sacada Mufrita

سعادة مفرطة

Genres

لم تكن قارئة لمرة واحدة كذلك. قرأت «الإخوة كارامازوف»، «طاحونة على نهر فلوس»، «جناحا اليمامة»، «الجبل السحري»، مرارا وتكرارا. كانت تلتقط واحدا منها ظنا منها أنها سوف تقرأ قطعة معينة فقط؛ وتجد نفسها عاجزة عن التوقف حتى تهضمه كله مرة ثانية. تقرأ الأدب الحديث أيضا، الأدب دائما. كرهت أن تسمع كلمة «هروب» التي تستخدم في الحديث عن الأدب. ربما يمكن أن تجادل - ليس من باب اللهو فحسب - بأن الحياة الحقيقية هي الهروب وليس الأدب، لكن هذه كانت مسألة أهم من أن تتجادل بشأنها.

والآن، على نحو شديد الغرابة، اختفى كل هذا. ليس مع موت ريتش فقط، بل مع تقدم مرضها، ثم إنها فكرت أن التغيير كان مؤقتا، وأن السحر سوف يظهر مرة أخرى ما إن تتخلص من أدوية معينة والعلاج المنهك.

ليس الأمر كذلك فيما يبدو.

حاولت في بعض الأحيان أن تشرح السبب، لمحقق تخيلي. - «أصبحت مشغولة جدا.» - «هذا ما يقوله الجميع. في ماذا؟» - «مشغولة في التركيز.» - «التركيز في ماذا؟» - «أقصد في التفكير.» - «في ماذا؟» - «لا يهم.» •••

في صباح أحد الأيام، بعد أن جلست قليلا قررت أن اليوم حار جدا. يجب أن تنهض وتشغل المروحة، أو تستطيع، مع مزيد من الحكمة البيئية، أن تحاول فتح الأبواب الأمامية والخلفية وتدع النسيم، إذا كان موجودا، يندفع من مدخل الشباك وعبر البيت.

فتحت الباب الأمامي أولا، وقبل أن تسمح حتى بظهور نصف بوصة من نور الصباح، رأت شريطا غامقا يقطع الضوء.

كان هناك شاب واقف أمام مدخل الباب الذي كان مغلقا. قال: «لم أقصد إجفالك، كنت أبحث عن جرس الباب أو أي شيء، طرقت طرقا خفيفا على الإطار هنا، لكن أعتقد أنك لم تسمعيني.»

قالت: «آسفة.» - «من المفترض أن أفحص صندوق الصمامات الكهربائية الخاص بالمنزل، هلا أخبرتني عن مكانه.»

تنحت خطوة ليدخل. استغرقت لحظة لتتذكر.

قالت: «نعم، في القبو. سأشعل النور. سوف تراه.»

Unknown page