حين عاد كنت إلى المدرسة، تغيرت الأشياء بالطبع، لكنه ظل أكبر من عمره، صبورا مع سافانا التي أضحت جسورة وعنيدة، ومع بيتر الذي يندفع دائما إلى المنزل كما لو كان إعصارا عاتيا. وكان مهذبا خاصة مع والده؛ إذ يحضر له الورق الذي أنقذه من سافانا مطويا بعناية، ويسحب له الكرسي في وقت تناول وجبة العشاء.
كان يقول أحيانا: «تكريما للرجل الذي أنقذ حياتي.» أو: «بطل البيت.»
كان يقول هذا بنبرة درامية إلى حد ما لكن ليست ساخرة على الأقل. ومع ذلك كان هذا يضغط على أعصاب أليكس، كان كنت يضغط على أعصابه حتى قبل أن تقع دراما الحفرة العميقة.
كان يقول له: «كف عن هذا.» ويشكو لسالي على انفراد.
تقول له: «إنه يقول إنك حتما تحبه؛ لأنك أنقذته.» - «يا إلهي! كنت سأنقذ أي شخص.» - «لا تقل هذا أمامه من فضلك.» •••
حين وصل كنت إلى المرحلة الثانوية، تحسنت الأمور مع أبيه. اختار أن يدرس العلوم. اختار أصعب علم، ليس علوم الأرض السهلة، وحتى هذا لم يثر أي معارضة لدى أليكس. كلما كان أصعب كان أفضل.
لكن بعد ستة أشهر في الكلية، اختفى كنت. قال الأشخاص الذين عرفوه قليلا - إذ لم يبد أن هناك أحدا يدعي أنه صديق مقرب - إنه تحدث عن الذهاب إلى الساحل الغربي. ثم وصلت رسالة، في الوقت الذي قرر فيه والداه الاتصال بالشرطة. كان يعمل في مخزن إطارات كندي في ضاحية شمال تورنتو. ذهب أليكس ليراه هناك؛ ليأمره بالرجوع إلى تعليمه. لكن كنت رفض، وقال إنه سعيد جدا بعمله الذي حصل عليه ويكسب كثيرا من المال، أو سوف يكسب مالا وفيرا قريبا، حين يترقى. ثم ذهبت سالي لتراه بدون أن تخبر أليكس، ووجدته مرحا وقد زاد وزنه عشرة أرطال. قال إنها البيرة. لديه أصدقاء الآن.
قالت لأليكس - حين اعترفت له بالزيارة: «إنها مرحلة. يريد أن يتذوق معنى الاستقلالية .» - رد أليكس: «يمكنه أن يشبع منها قدر ما يشاء؛ لم يعد أمره يعنيني.»
لم يخبرها كنت أين يعيش، لكن لم يكن هذا مهما؛ لأنها عندما قامت بزيارته مرة ثانية قيل لها إنه ترك العمل. شعرت بالحرج - اعتقدت أنها لمحت ابتسامة متكلفة على وجه الموظف الذي قال لها هذا - ولم تسأل أين ذهب كنت. ظنت أنه سوف يتصل بهم على أية حال ما إن يستقر من جديد. •••
فعل هذا بعد ثلاث سنوات. كانت رسالته مرسلة من نيدل، كاليفورنيا، لكنه أخبرهم ألا يكلفوا أنفسهم عناء تعقبه هناك؛ إذ كان يمر فقط بالمدينة. قال: مثل بلانش؛ وقال أليكس: من بلانش هذا بحق الجحيم؟
Unknown page