Riwaya Lam Tuktab Bacd

Fatima Nacut d. 1450 AH
76

Riwaya Lam Tuktab Bacd

فرجينيا وولف … رواية لم تكتب بعد

Genres

لطالما كنت مفتونة بفكرة ما أسميته «الوعي الجماعي»؛ أومن بأن الناس يمتلكون عددا من الأنواع المختلفة من الوعي، و«الوعي الجمعي» - أثناء المحافل - يضعنا في بؤرة الضوء بما يسمح بتدقيق وفحص الناس الآخرين لنا، الأمر الذي يجعلنا نحاول أن نكون بصدق «ذواتنا»، إما على نحو أقل أو أكثر.

تحت وهج أضواء الحفل، يصبح الناس شفافين غير محصنين ويسهل سبر أغوارهم. هذا يجعلهم يبوحون بأشياء عن أنفسهم، وبالتالي يكون هذا منبعا جيدا للكاتب لاختيار شخوص رواياته كلهم من مكان واحد، ويظهر كل أنواع الصفات البشرية من خلالهم. وهكذا حقق المحيط المكثف والقوي للحفل الذي أقامته «كلاريسا» في رواية «مسز دالواي»، توقعاتها من الحفل والإثارة التي أنتجها الحفل؛ ما جعل لكلاريسا وعيا أكثر بذاتها وبالآخر.

في الأساس، كان «للحفل» دور في الهيكل الوظيفي للرواية، هذا الدور الذي بدأ يخفت قليلا عند إعادة الكتابة والتحرير. كانت فكرتي الأولى أن يكون هذا الحفل هو الختام الروحي الصلب للرواية. كان الحفل سيتم رصده من خلال كامل المنزل (يبدأ بالمطبخ حيث مسز كلاريسا، ثم يصعد رويدا إلى الطابق الأعلى). كان هذا سيربط ويضفر الأحداث سويا، ومن ثم ينتهي الحدث على ملاحظات ثلاث، على ثلاثة أماكن مختلفة على سلالم البيت، حيث ثلاثة شخوص من أبطال الرواية كل سوف يقول شيئا ما يلخص به موقف كلاريسا، هؤلاء الثلاثة سوف يكونون ريتشارد، وبيتر، وسالي سيتون.

في النهاية فكرت أنه من الأفضل أن تترك كلاريسا الحفل وتصعد شاردة إلى حيث غرفة نومها؛ كي تتأمل حياتها على نحو أكثر حساسية ووعيا، وبينما تتوجه للحفل ثانية لتنضم إلى ضيوفها، سوف يكون بيتر ولش في انتظارها ليقول: «إنها كلاريسا ... هي التي كانت هناك.» - ماذا كانت أهدافك من وراء «مسز دالواي»؟ - كالعادة، مقاصدي تنبثق بالتدريج مع الوقت أثناء الكتابة. بدأت هذا العمل بكتابة بعض القصص القصيرة، ويبدو أنني تذكرت أنني واصلت الكتابة على نحو ترادفي، بمعنى أنني وجدت أن فكرة رواية «مسز دالواي» قد تطورت وتحولت إلى رواية، وكان هذا غير ما اعتدت عليه مطلقا.

كان من بين هذه القصص واحدة بعنوان «مسز دالواي في شارع بوند». وكانت تبدأ هكذا: «قالت مسز دالواي إنها سوف تشتري القفاز بنفسها. كانت ساعة «بج بن» تدق حين كانت تخطو خارجة إلى الطريق ...»

وهكذا ترون أن التفاصيل مهما تغيرت، تظل الفكرة ثابتة هناك. القصة الأصلية انتهت بمشهد السيدة دالواي في المحل تشتري قفازها. البائعة في المحل تقول: «منذ الحرب لم يعد من الممكن الاعتماد على القفازات مطلقا.» وفجأة يحدث انفجار عنيف في الشارع بالخارج. وبدا واضحا أن كلاريسا تجاهلت هذا الحدث، واستمرت في الثرثرة مع الشخوص الآخرين في الشارع.

بالتدريج، أخذت في تطوير فكرة أن الحرب العالمية الأولى، بوصفها حدثا مروعا، صممت الطبقة البرجوازية الصغيرة أن تتجاهله، وبعد برهة قدمت شخصية «سبتيمس» كمعادل موضوعي للسيدة دالواي.

في يوم 14 أكتوبر 1922م كتبت في دفتر مذكراتي: «مسز دالواي تفرعت إلى كتاب، وأشير هنا إلى دراسة حول الجنون والانتحار: العالم تتم رؤيته بواسطة العقلاء والمجانين جنبا إلى جنب!»

كنت أيضا أريد أن أنتقد النظام الاجتماعي، وأظهر جانبه الأسوأ؛ الهرم الطبقي التراتبي، المتعالين على طبقاتهم، الجهل بالمرض العقلي، خاصة مرض «صدمة القذيفة»

shell shock ، آمل أن تروني قد نجحت. - كيف كانت ردة فعلك تجاه النقد الذي قال إن «السيدة دالواي» رواية حاولت خلق شيء جذاب من شخصيات غير جذابة ومواقف غير جذابة؟ خاصة عبر تيار الوعي. - حسنا، أتساءل ما إذا كنتم توافقون على هذا الرأي. أنا شخصيا لم أر الأمر على هذا النحو مطلقا.

Unknown page