و
n
المقنطرة بإحكام كانت توحي بطبيعة دفاعية مفرطة تدل على أن من كتبها لم يكن كثير الكلام. على أي حال، لم يكن مهما عدد أولئك الذين تحدث إليهم راكب المقصورة «بي 7» عن الأمر، ما دامت لا توجد طريقة للتواصل معهم. فلا يمكنه أن يضع إعلانا في الصحف يقول: اقرأ هذه القصيدة وأخبرني إن كنت تعرفها.
أو ... ولماذا لا يمكنه ذلك؟
جفاه النوم وهو يفكر في هذه الزاوية الجديدة.
راح جرانت يفكر فيها طوال الطريق حتى أوبان.
وفي أوبان ذهب إلى فندق، وطلب مشروبا يهنئ به نفسه، وبينما كان يتناوله كتب إلى كل الصحف اللندنية اليومية مرفقا شيكا وطالبا منهم أن يضعوا نفس الإعلان في عمودهم المخصص لذلك. وكان نص الإعلان: «الوحوش المتكلمة، والأنهار الراكدة، والأحجار السائرة، والرمال المغنية ... من يتعرف على هذه الكلمات يتواصل رجاء بألان جرانت، عناية مكتب البريد، مويمور، كومريشاير.»
كانت الصحيفتان اليوميتان الوحيدتان اللتان لم يرسل إليهما هذا الإعلان هما صحيفتا «كلاريون» و«ذا تايمز». لم يرد أن يظن الناس في كلون أنه قد فقد عقله.
وبينما كان يسير نحو مقدمة القارب الصغير الذي سيعبر فيه مضيق منش، فكر قائلا في نفسه: «سأكون مستحقا لما حدث لي لو أن أحدا كتب لي يقول إن هذه الكلمات من أشهر الأبيات عن مدينة زانادو التي ابتدعتها قريحة الشاعر كولريدج، وإنه لا بد أنني أمي لأنني لا أعرفها!»
الفصل السادس
Unknown page