كانت أشجار البندق بجوار النهر تشكل بقعة بنفسجية براقة في المستنقع ذي اللون الأخضر الرمادي. وبعد قليل، حين يحل الصيف، سيشكل الصخب البارد لأوراقها لحنا مصاحبا لأغنية النهر، لكنها الآن كانت تقف في حشد صامت مرتبك على امتداد ضفة النهر.
ناظرا إلى حالة الماء، لاحظ تومي أيضا أغصان البندق الجرداء، لكن لكونه والدا لم يدفعه ذلك إلى أن يفكر في أوقات العصر الصيفية. وقال: «لقد اكتشف بات أنه بصار.»
ذاك أفضل. فكر في بات. تحدث عن بات. «تتناثر في المنزل أغصان من كل الأشكال والأحجام.» «هل اكتشف أي شيء؟» إن استطاع أن يبقي ذهنه منشغلا ببات فقد تكون الأمور على ما يرام. «لقد اكتشف ذهبا تحت أرضية غرفة الجلوس، ومجموعة من المواد تحت ما يمكن أن تطلق عليه مرحاض الطابق السفلي، وبئرين.» «أين البئران؟» لا يمكن أن تكون المسافة المتبقية طويلة. بقيت خمسة أميال حتى مقدمة الوادي الصغير وبلدة كلون. «واحد تحت أرضية حجرة الطعام، والآخر تحت رواق المطبخ.» «أفهم من ذلك أنكم لم تحفروا في أرضية مدفأة غرفة الجلوس.» كانت النافذة مفتوحة عن آخرها. ما الذي يمكن أن يقلق بشأنه؟ لم تكن السيارة حيزا مغلقا حقا، لم تكن حيزا مغلقا إطلاقا. «لم نفعل. إنه منزعج من هذا كثيرا. وقال بأنني ولدت مرة واحدة.» «ولدت مرة واحدة؟» «أجل. هذه هي آخر كلماته. إنها تعني أنني أدنى بدرجة من شخص كريه، أو هكذا فهمت.» «من أين أتى بالكلمة؟» سينتظر حتى يصلا إلى أيكة شجر البتولا تلك عند الزاوية. حينها سيطلب من تومي أن يتوقف. «لا أعرف. من امرأة متصوفة كانت تتحدث إلى المنظمة الدولية لمقاومي الحرب، في الخريف الماضي، حسبما أظن.»
لماذا ينزعج من أن يعرف تومي؟ لم يكن يوجد شيء مخز في الأمر. لو أنه كان مصابا بالزهري والشلل لقبل مساعدة تومي وتعاطفه. ما الذي يجعله يرغب في أن يخفي عن تومي حقيقة أنه يتعرق رعبا بسبب شيء لا وجود له؟ ربما بإمكانه أن يخدعه؟ ربما يمكنه أن يطلب من تومي أن يتوقف قليلا حتى يبدي إعجابه بالمنظر؟
ها قد وصلا إلى أيكة شجر البتولا. لقد صمد هذه المسافة على الأقل.
سيصمد حتى ذلك الجزء من الطريق الذي يستوي فيه مع منحنى النهر. حينها سيختلق عذرا بدعوى إلقاء نظرة على الماء. هذا مقبول أكثر من النظر إلى المنظر الطبيعي. من شأن تومي أن ينظر بابتهاج إلى النهر، ولكنه سينظر باحتجاج صامت إلى المنظر الطبيعي.
خمسون ثانية أخرى تقريبا. واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة ...
الآن.
قال تومي، وهو يمر سريعا بمنحنى النهر: «لقد فقدنا زوجا من الغنم في تلك البركة هذا الشتاء.»
فات الأوان.
Unknown page