Rihla Fi Zaman Nuba
رحلة في زمان النوبة: دراسة للنوبة القديمة ومؤشرات التنمية المستقبلية
Genres
تحويلات العاملين في مصر في السنة المذكورة 1912 جنيها،
تحويلات العاملين في السودان في ذات السنة 713 جنيها،
مجموع التحويلات في سنة كاملة 2625 جنيها.
وهذه التحويلات ليست ثابتة القدر كل شهر، فأقصى تحويل كان 305 جنيهات في شهر مايو من مصر، و99 جنيها من السودان في فبراير، بينما كانت أقل الشهور 116 جنيها في نوفمبر من مصر و22 جنيها في سبتمبر من السودان، وربما كان سبب تدني التحويلات من السودان أن كثرة العاملين هناك هم - كما ذكرنا - بصحبة أسرهم، هذا فضلا عن أن بعض التحويلات المصرية هي جزء من ثمن أبقار أو فحم نباتي يشتريه تجار من أسوان أو الصعيد من كورسكو.
نظريا يمكن أن نقول إن أقل من 200 شخص مقيم في كورسكو كانوا يستفيدون من قيمة هذه التحويلات بواقع نحو 18-20 جنيه سنويا، وقد كان في كورسكو عام 1962 نحو 160 أسرة، ولو افترضنا أن المقيمين منهم هم مائة أسرة، فإن ذلك يعني أن كل أسرة تنال نحو 25-30 جنيها سنويا من هذه التحويلات، وسواء كان هذا الرقم أو ذاك، فإنه في النهاية يدل على النقص البالغ في السيولة النقدية في كورسكو وغيرها من قرى النوبة.
ولكن ذلك النقص كان يعوضه شيئان؛ أولهما: الهدايا العينية التي يحضرها الوافد إلى أسرته، أو يرسلها بالبريد، من أقمشة ومواد غذائية. والثاني: الإنتاج المحلي الذي يكاد يقيم أود الأسرة معظم السنة.
ثانيا : الموارد المحلية
تتعدد الموارد المحلية كثيرا، لكن معظمها قيمته محدودة قليلة، وذلك شأن البيئات الفقيرة التي يحاول أصحابها تشغيل الممكن من الموارد، حتى لو كانت القيمة المضافة ليست بالقدر الكبير، ولهذا فإننا كنا نرى في النوبة مجموعة من الأنشطة الاقتصادية هي: الزراعة التقليدية مع بعض الحيوان، والسماكة والنقل النهري، وعمل الفحم النباتي، والتجارة الصغيرة، وبعض النجارة والحدادة وبعض الحرف المنزلية. (4) قوة العمل المختلطة
نظرا للنقص الملحوظ في قوة العمل النوبية من الرجال بسبب هجرة العمل، وبخاصة في إقليمي الكنوز والعليقات وبعض مناطق النوبيين، فإن الكثير من الأعمال تقع على عاتق النساء النوبيات والأطفال، ومن يتواجد من الرجال القادرين، ولكن هناك مساعدات يقدمها عدد من سكان الصعيد الجنوبي، الذين يفدون بصفة مستمرة إلى بلاد النوبة في فترة معينة، هي غالبا فترة ري الحياض في محافظة قنا - قبل السد العالي - حين يقل العمل في أراضيهم، ويساهم هؤلاء الصعايدة في زراعة الأرض النوبية وفي صيد الأسماك وعمل الفحم النباتي، كما سيأتي ذكره فيما بعد، وليس الصعايدة هم وحدهم قوة العمل الإضافية في النوبة، بل هناك نشاط جانبي يقدمه بدو العشاباب والبشارية، ومعظمه يتمثل في شراء قش المحصول لترعاه إبلهم وأغنامهم، والمساعدة في نقل بعض المنتجات من الوديان الجبلية إلى القرى النوبية أو إلى أسواق شمال أسوان. (5) الزراعة
أنواع الأرض والملكية
Unknown page