125

============================================================

روض المناظر فى علم الأواثل والأواخر فقال لها عمرو بن العاص: أيتها العجور الضالة أقصرى عن قولك، مع نهاب عقلك، فقالت: وأنت يا ابن الباغية تتكلم وأمك كانت اشهر بغى بمكة وأرخصين أجرة، فدعاك خسة من قريش كل يقول هو ابنى، نسئلت آمك عن ذلك، فقالت: كلهم أتانى، فانظروا أبهم اقرب شبها به، وكان أقربهم شبها العاص بن واثل، فألحقوك فقال لها معاوية: عفا الله عما سلف، هاتى حاجتك، فقالت: اريد الفى دينار أشترى بها عينا فوارة فى أرض خوارة تكون لفقراء بنى عبد المطلب، والفى دينار اروج بها فقراء بنى الحارث، والفى دينار اخرى استعين بها على شدة الزمان، فأعطاها سعة الاف دينار واتصرفت.

مبايعة يزيد بن معاوية: ومعاوية أول من بايع لولده، واول من وضع البريد، وأول من جعل المقصورة فى المسجد، وثاتى خلفاء بنى أميه ابنه يزيد بويع بالخلاقة سنة ستين، فأرسل أهل الكوفة الى الحسين ليبايعوه، فارسل إليهم ابن عمه مسلمة بن عقيل فبايعه ثلاثين الفا متهم، وكان العامل بالكوفة التعمان بن بشير، فعزله يزيد، وولى عبيد الله بن رياد - لعنه الله وكان واليا على اليصرة، فلما قدم عبيد الله الكوفة اجتمع عليه مبايعو الحسين وحاصروه فى قصره ومعه ثلاثون رجلا، فأعمل عبيد الله الحيلة، وقلب الناس وفرقهم عن مسلم، واحضر مسلم اليه، وأرسل رأسه، ورأس هانيء بن عروة الذى اخذ البيعة الحسين الى بزيد.

وكان الحسين بن على قد خرج نحو الكوفة بجموع كثيرة، فلما بلغه قستل مسلم تخاذل الناس عنه وتفرقواء فلما وصل الى مكان يقال له سراف وصل اليه الحر صاحب شرطة عبيد الله بن رياد فى الفى فارس، فقال له الحين بن على: مسا اتيت إلا بكتبكم، فان رجمتم رجعت، فأبى الحر إلا ان يسير معه الحسين، فسار معه، فورد كتاب عبيد الله يأن ينزل الحسين على غير ماء، فأتنزله بكريلاء يوم الخميس ثانى المحرم سنة احدى وستين وقدم ثانى يوم من الكوفة عمر بن صعيد بن ابى وقاص بأربعة آلاف فارس لحرب الحسين، فطلب منهم الحسين إما أن يمكن من العود أو ارحاله إلى يزيد، فكتب عمر

Page 125