============================================================
كتاب الكندى فى الفلسفة الأولى د هذه الرسالة هى أطول مابين أيدينا من رسائل الكندى؛ وقد كتبها للخليفة المعتصم بالله الذى ولى الخلافة بين عام 218ه وعام 227ه(833- 844م) : ونحن نعلم أن الكتدى كان من المقريين عند المعتصم ، وأنه كان مؤردب ابنه أحمد(1)؛ ولا شك أنه قد كتب هذه الرساله أيام صلته بقصر الخلافة وتمتمه بالحظوة فيه ، بدليل ما نجده فى أولها من رفع الشأن المعتصم واشادة بآبائه وبما لتمك بهداهم من الخير . ويشير الكندى فى كتابه فى الإبانة عن العطة القاعلة القريبة للكون والقساد إلى موضع من كتاب الفلسفة الأولى " هذا وتبدأ الرسالة، بعد الدعاء للعتصم، بكلام يدل على علو تصؤر الكندى العربى، من موقفه وسط المعتزلة ووسط القكر العربىم بما انفتح أمامه من ميادين للمعرفة متعددة ، للنلسفة وأهلها؛ وهو يتحدث عن الفلسفة وغايتها وعن غاية الفيلسوف وما يجب أن يكون عليه القيلسوف الكامل الفلسفة .
وللعلسفة عنده شرف بوحه عام على جميع العلوم ؛ والشرف الأعلى على فروع القلسفة جميما إنما هو للفلسفة الأولى التى هى * علم الحق الأول الذى هوعلة كل حق.
ولما كان شرف العلم من شرف موضوعه، بحيث يكون العلم بالعلة أشرف من العلم بالمعلول وأوثق ما يكون طريقا إلى العلم التام بالمعلول ، وكانت القلسفة الأولى هى علم الحق الأول والعلة الأولى ، فلا جرم أن يقرر الكندى أنها أعلى الطوم مرتية، وأن يتمثل له الفيلسوف التام رجلا يحيط بالعلم الأشرف .
(1) مة صوان الحكة فيق ط لاهور 930* ص 20.
Page 135