============================================================
20 ومسكن الأنفس العفلية ، خلف السموات (1)، حيث العالم الإلهمى والنور الإلمى وحيث العلم الشامل واللذة العليا .
على أنه وإن كان الكندى يحكى هذا كله نقلا عن أفلاطون بنوع خاص ل و تلخيصا لارائه، فإنه ولا شك يوافق على معنى ما يحكى، وإن كان يجوز أن نتصور أنه يقصد من جيث التفاصيل معانى أوسع ما عند أفلاطون . والمهم أن تلاظ عند الكندى فيما يتعلق بالنفس نزعة أفلاطونية أو متاثآرة بأفلاطون . وهذا طبيعى لان مذهب أفلاطون فى النفس أكثر روحانية من مذهب أرسطو و أقرب الى روح الاديان . وهذه النزعة مشربة بروح إسلامية كما تدل على ذلك العبارات التى يختم بها الكندى رسالته فى القول فى النفس ؛ فهو يقول بعد كلامه عن النفس وروحانيتها وإمكان السمو بها : هو العجب من الإنسان كيف بهمل نفصه ال ويبعدها من باريها ، وحالحا هذه الحالة الشريفة ... فقل للباكين ممن طبعه أن يبكى من الاشياء المحزنة : ينبغى أن يبكى ويكثر البكاه على من يهمل نفه وينهك من ارتكاب الشهوات الحقيرة الخسيسة الدنية المموهة التى تكسبه الشرة وتميا، بطبعه إلى طبع البهائم .. . فإن الطهر الحق هو طهر النفس لاطهر البدن ، فإن الحكيم المبرذ المتعبد لباريه ، إذا كان ملطخ البدن بأكاة، فهو عند جميع الجمال فضلا عن العلياء ، أشرف من الجاهل الملطخ البدن بالمسك والعنبر . ومن فضيلة المتعبد لله ، الذى قد هجر الدنيا ولذاتها الدنية ان الجهال كلهم، إلا من سخر منهم بنفسه ، تعترف بفضله وتجله وتفرح أن تطلع مته عل الخطأ .
فيا أيها الانسان الجماهل : الا تعلم ان مقامك فى هذا العالم إنما هو كليحة ، ثم تصير إلى العالم الحقيقى ، فتبقى فيه أبد الابدين) وإنما انت عابر سبيل فى هذاالامر، إرادة باريك عز وجل ، فقد عليته جملة القلاسفة .400(2) ومما يدل على اعجاب الكندى بافلاطون ونزوعه منزعه فى روحانية النفس وماهيتها أنه ألف رسالة فى . أن النفس جوهر بسيط غير داثر مؤثر فى الاجسام، ، ورسالة أخرى "فيما للنفس ذكره وهى فى عالم العقل قبل كونها فى (1) نجده فس الفكرة أيضا فى رصاه الكندى * فى السبب الاى [ من أجله) نبث الادياء اأشكان الخة الى الاسطفات (2) س 28.229 من الرسائل ،
Page 128