195

Rasail Bulagha

رسائل البلغاء

Genres

فخبيث هجاؤه، شريف ثناؤه، صحيح بناؤه، رفع شعره من الثرى، وحط من الثريا، وأعاد بلطافة فكره، ومتانة شعره، قبيح الألقاب فخرا يبقى على الأحقاب، ويتوارث في الأعقاب.

وأما أبو ذؤيب:

فشديد أمير الشعر حكيم، شغله فيه التجريب حديثه وقديمه ، وله المرثية النقية السبك، المتينة الحبك، بكى فيها بنيه السبعة، ووصف الحمار فطول، وهي التي أولها :

أمن المنون وريبه تتوجع

وأما الأخطل:

فسعد من سعود بني مروان، صفت لهم مرآة فكره، وظفروا بالبديع من شعره. وكان باقعة من حاجاه، وصاعقة من هجاه.

وأما الدارمي همام:

فجوهر كلامه، وأغراض سهامه، إذا افتخر بملك بني حنظلة، وبدارم في شرف المنزلة، وأطول ما يكون مدى إذا تطاول اختيار جرير عليه بقليله على كثيره، وبصغيره على كبيره؛ فإنه يصادمه حينئذ ببحر ماد، ويقاومه بسيف حاد.

وأما ابن الخطفي:

فزهد في غزل، وحجر في جدل، يسبح أولا في ماء عذب، ويطمح آخرا في صخر صلب، كلب منابحة، وكبش مناطحة، لا تفل غرب لسانه مطاولة الكفاح، ولا تدمي هامته مداومة النطاح، جارى السوابق بمطية، وفاخر غالب بعطية، وبلغته بلاغته إلى المساواة، وحملته جرأته على المجاراة، والناس فيهما فريقان، وبينهما عند قوم فرقان.

Unknown page