ثم قالت: «حلمت أنني أسير في الطرق. كنت أسير في الطريق المار على بوابة آل سيمونز وشعرت كأن سحابة تغشي الشمس، وأحسست بالبرد. فنظرت إلى الأعلى ورأيت طائرا ضخما، أوه، أضخم طائر يمكن أن ترينه، أسود اللون سواد غطاء الموقد هذا، كان فوقي تماما حاجبا الشمس عني. هل سبق لك أن حلمت بشيء كهذا؟» «لا أحلم بأي شيء على الإطلاق.» قالتها هيزل بشيء من الغطرسة.
قالت ماي: «هل تذكران الكابوس الذي راودني حينما كنت نائمة في الغرفة الأمامية عقب إصابتي بالحصبة؟ هل تذكرانه؟»
قالت المرأة العجوز: «لا أتحدث عن أية كوابيس.» «كنت أرى أشخاصا يرتدون قبعات ملونة يغدون ويروحون في أرجاء الغرفة، ثم صاروا يتحركون أسرع فأسرع حتى صرت أرى قبعاتهم تتداخل معا. كانت بقية أجسامهم جميعا غير مرئية، ولم أكن أرى منهم إلا هذه القبعات الملونة.»
أخرجت الجدة طرف لسانها لتلعق بضع شذرات جافة من التبغ كانت عالقة بشفتيها، ثم قامت ورفعت غطاء الموقد وبصقت في النار. قالت: «ربما أتحدث إلى الجدار.» ثم أردفت: «ماي، ضعي بعض أعواد الحطب في هذه النار، سأقلي لنا بعض لحم الخنزير المقدد. لا أرغب أن أبقي الموقد مشتعلا اليوم أكثر من ذلك فيصعب علي إطفاؤه.»
قالت هيزل في هدوء: «الجو سيكون أكثر حرارة من جو الأمس. اتفقنا أنا ولويز على ألا نرتدي أية جوارب. وإذا وجه لنا السيد بيبلز كلمة فسنقول له: لم في اعتقادك عينوك هنا؟ كي تجول الأرجاء وتتفحص سيقان الجميع؟ فيصاب بالخجل.» اختفى رأسها الأشقر في تنورة فستانها وهي تطلق قهقهة تشبه صوت جرس قرع مرة واحدة بالصدفة، ثم سكت.
قالت المرأة العجوز في استهجان: «هه.» •••
جلست ماي ويوني باركر وهيذر سو موراي عصرا على الدرجات الأمامية للمتجر. كانت الشمس قد اكفهرت خلف الغيوم خلال وقت الظهيرة لكن اليوم بدا أنه يزداد حرارة مع ذلك. لم يكن بالإمكان سماع صرصور أو طير، لكن كانت ثمة ريح خفيفة، ريح ساخنة زاحفة تهب من أعشاب البلدة. ولأن اليوم كان السبت، لم يتوقف أي شخص تقريبا عند المتجر، بل كانت سيارات المنطقة تولي عابرة في طريقها إلى المدينة.
قالت هيذر سو: «ألا تحظين يا بنات بأية توصيلات مجانية من هذه السيارات المارة؟»
قالت ماي: «لا.»
قالت يوني باركر صديقة ماي المقربة منذ سنتين: «أوه، لم تكن ماي ليسمح لها بذلك. أنت لا تعرفين جدتها. ماي لا تستطيع فعل أي شيء.»
Unknown page