Raqsat Zilal Sacida

Rihab Salah Din d. 1450 AH
81

Raqsat Zilal Sacida

رقصة الظلال السعيدة

Genres

كانت المرأة العجوز تقول: «هيزل لديها كل ما يلزمها لتتزوج لكن يعوزها فقط أمر واحد.»

كانت هيزل تطوف البلدة لحضور حفلات راقصة مع فتيات أخريات يعملن في كينكايد أو يدرسن في المدرسة. وفي صباح يوم الأحد كانت تصحو تعبة من آثار الإفراط في الشراب، فتتناول قهوة وأسبرينا، وترتدي فستانها الحريري المطبوعة عليه رسومات وتركب سيارتها وتولي مغادرة كي تغني ضمن جوقة المنشدين بالكنيسة. أما أمها، التي كانت تقول إنها لا تدين بدين، فتفتح المتجر وتبيع البنزين والآيس كريم للسائحين.

علقت هيزل طاولة الكي وهي تتثاءب وتفرك برفق وجهها بينما المرأة العجوز تقرأ بصوت مرتفع: «رجل مجتهد طويل القامة، في الخامسة والثلاثين، يرغب في التعرف إلى امرأة حسنة الخلق، لا تدخن ولا تشرب الخمر، تحب حياة المنزل، العابثات يمتنعن رجاء.»

قالت هيزل: «أوه، لا يا أمي.»

سألت ماي: «ماذا يعني بالعابثات؟»

راحت المرأة العجوز تقرأ في عناد: «رجل في أوج رجولته، يرغب في صداقة امرأة صحيحة البنية، لا أعباء لديها، برجاء إرسال صورة فوتوغرافية في أول رسالة.»

قالت هيزل: «أوه، أمي كفي عن هذا.»

سألت ماي: «ما هي الأعباء؟» «ماذا سيحدث لك إذا تزوجت أنا؟» قالتها هيزل على نحو كئيب وعلى وجهها ارتضاء ممتعض. «متى شئت أن تتزوجي، يمكنك أن تفعلي.» «لدي أنت وماي.» «أوه، دعك من هذا. هذا ليس صحيحا.» «حسنا هذه هي الحقيقة.» «أوه، أنت تمزحين» قالتها المرأة العجوز بقرف، واستطردت: «أنا أتولى شئوني بنفسي. ودائما ما كنت كذلك.» كانت ستردف بالمزيد، لأن هذا الحديث كان في حقيقة الأمر علامة توجيهية فارقة في مسار حياتها، لكن في اللحظة التي أعقبت استحضارها ذلك المشهد الذي كان زاهي الألوان وبريئا كرسم طفل بألوان الشمع، ثم أحدثت مثل هذه التحريفات الماهرة، أغمضت عينيها كما لو كان الشعور بالزيف كبتها، ثمة شك معقول بأن أيا من هذا لم يكن له وجود قط. دقت بملعقتها على الطاولة وقالت لهيزل: «حسنا، لا أعتقد أن حلما كالذي راودني ليلة الأمس راودك قط.»

قالت هيزل: «أنا لا أحلم بالمرة على أية حال.»

جلست المرأة العجوز تدق بملعقتها وتنظر في تركيز إلى لا شيء سوى واجهة الموقد.

Unknown page