أنا أعيش هكذا بين الأشجار، بيتي المكان كله.
ثم ابتسمت وهي تضيف فأكملت بغنج بناتي مشبق: ألا تستريح قليلا؟
وضع أنزيرا المعزة البرية التي اصطادها على الأعشاب وجلس قبالتها، أنزيرا لم يتحدث كثيرا، قيل إنه راودها عن نفسها وإنه فاعلها، فاعلها كثيرا؛ لأنه أحس فأكملت ذاته بأن تيري تهبه متعة الشيء أكثر من زوجته واوايامو، وأكثر من أي امرأة أخرى أصابها، ولكنه خاف أن يطلب منها أن تتزوجه لأنه لا يملك مهرها، وليس بإمكانه إعطاء والدها مالا مقابل أخذها زوجة له ثانية. مهما يكن، هنالك أسرة لكل إنسان؛ لذا تركها نائمة تحت شجرة الموز مبقيا صيده من المعز البري قربها، امتنانا وعرفانا، وأيضا عربونا لعلاقة قد يسمح بها القدر مرة أخرى ...
ومضى ...
وهو يمشي نحو القرية كان يحن إلى تيري حنينا طاغيا، إلا أنه يزجر نفسه بين حين وحين؛ لأنه لا يستطيع أن يتزوجها، بالتالي عليه ألا يضيع ماءه هدرا، إبقاء المتعة.
عندما استيقظت تيري كان الوقت ليلا، والغابة مصخوبة بصراخ طيور الليل وعواء الذئب وكلاب السمع وغيرها من الهوام، تيري لا تخشى شيئا، ثلاثة عشر عاما في الحياة البرية لم يصبها سوء ولو لمرة واحدة بين الوحوش، تحت المطر، في العاصفة، لا تخاف شيئا، دائما وحدها، كسولة وماكرة.
تلفتت حولها فلم تجد أنزيرا!
أين أنت يا أنزيرا؟
انتبهت تيري إلى وجود المعزة البرية، ربها على العشب مذبوحة باردة، ربما ذهب لقضاء الحاجة ...!
أنزيرا، أنزيرا.
Unknown page