سنيلا تلبس رحطا يتدلى من خصرها إلى ما فوق الركبة بقليل، مصنوع من قصب ناعم ينمو بالأودية يسميه السكان «البابيت»، يتميز بتشكيلة ألوانه الزاهية بدرجاتها، أما صدرها فكالعادة عار، تتناثر عليه خصلات من شعرها همجيات، تظهر من بينها التميمة الكبيرة مدلاة من عنقها إلى ما بين نهديها، حيث اكتشف سلطان تيه للتو نقطة ارتكاز جسدها.
وتكتشف سنيلا أن هذا اليوم هو نقطة ارتكاز حياتها.
لا يدري من أين يبدأ، كيف يبدأ، ولا مجال إلا لقانون الصادق الكدراوي «العمل المباشر».
لقد تجاوز مرحلة «كل شيء يبدأ من الرأس»، إذن ما دام الجسد هو نشيد إنشاد الروح، وأن النهد - كما اكتشف هو - نقطة ارتكاز الجسد، إذن لماذا لا يبدأ من هنالك؟
في الحق عندما تضخم عنده وجع الشبق خمل العقل، حيثما وكيفما بدأت أنت الواصل، كلها لك، عقلا ، جسدا، فيم التفكير يا سلطان تيه، إنها سنيلا حلمك ووهمك، الرقصة، الغابة، أجمل متوحشة في العالم؟!
لا يدري لماذا دخل الكهف، لكن سنيلا كانت تعرف لماذا مشت خلفه، تعرف لماذا عندما شارفت فراش ورق الموز بيدها اليسرى انتزعت قصبة بامبو صغيرة ناعمة لتحرر رحط «البابيت»، وفي ثوان تقف عارية ساحرة كجنة، وساخنة على دفء النار، خيوط دخانها الفاترة. التفت إليها، عانقها، فجأة سمع صوتا، في الحق عرف أنه فليستطيونس. - قبلها، لتصبح أبا لنبي ينقذ بني إسرائيل من ...
قبلها. - أصبح أبا لنبي! - قبلها.
وهو يحاول أن يقبلها سمع ثأثأة ثمليخا: لا تزن، لا تزن.
سمع شيخ جامع والده، الشيخ الشاب: افعل كما كنت تفعل في الدنيا.
كان يستمع إلى كل ذلك وكأنه آت من عمق سحيق لبئر مظلمة في نفسه، بئر مسكونة بالجن والغيلان، بئر سوداء. - قبلها.
Unknown page