ورواه الشافعي من حديث ابن أبي ذئب [و] (١) من حديث ابن أبي حبيبة عن داود، وله شاهد من حديث أبي سعيد رواه ابن ماجه (٢)، وأخرجه الدارقطني عن ابن عمر قال: خرج رسول الله ﷺ في بعض أسفاره، فخرج ليلًا، فمروا على رجل جالس عند مقراة له، فقال ابن عمر:
يا صاحب المقراة أولغن السباع الليلة في مقراتك؟ فقال له النبي ﷺ: "يا صاحب المقراة لا تخبره هذا (ق١٢ / أ) تكلف، لها ما حملت في بطونها، ولنا ما يقي شراب وطهور" (٣) وطريق الاستدلال بهما على نحو ما تقدم في حديث "الماء طهور" (٤)، ويدل عليه ما رواه ابن أبي شيبة عن عمر بن الخطاب أنه مر بحوض مجنة، فقال: استقوا منه فقالوا: إنه ترده السباع
_________
(١) غير موجودة بالأصل.
(٢) ضعيف – أخرجه ابن ماجه، والطحاوي في "معاني الآثار"، والطبري في "تهذيب الآثار"، والبيهقي في "السنن الكبرى" – كلهم – من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، أن النبي ﷺ، سئل عن الحياض التي بين مكة والمدينة، تردها السباع، والكلاب، والحمر، وعن الطهارة منها؟ فقال «لها ما حملت في بطونها، ولنا ما غبر طهور» وفيه: عبد الرحمن بن زيد قال عنه الذهبي: ضعفوه، وقال عنه ابن حجر: ضعيف، وقال عنه الحاكم، وأبو نعيم: روى عن أبيه أحاديث موضوعة. والحديث ضعفه الطحاوي، وابن حجر، والبوصيري وغيرهم.
(٣) أخرجه الدارقطني في "سننه" بسند ضعيف، قال الشيخ الألباني في "تمام المنة": (هذا ضعيف أيضا فيه عند الدارقطني: أيوب بن خالد الحراني قال الحافظ: "ضعيف" وهو مع ضعفه قد اضطرب في إسناده فمرة قال: نا محمد بن علوان عن نافع عن ابن عمر ومرة قال: نا خطاب بن القاسم عن عبد الكريم الجزري عن نافع به.
وابن علوان هذا قال الأزدي: "متروك". وخطاب بن القاسم ثقة لكنه اختلط قبل موته كما في "التقريب". على أن الراوي عن أيوب إسماعيل بن الحسن الحراني لم أعرفه. وقد أشار الحافظ في "التلخيص" إلى ضعف هذا الحديث وتبعه الشوكاني في "السيل الجرار".
(٤) سبق تخريجه.
1 / 42